كان مخيما جميلا جدا .. حمل الشباب أمتعتهم وذهبوا إلى ساحل البحر ..اجتمعوا على مرضاة الله و طلب الدار الآخرة .. ورغم أن عدتهم لم تكن تتجاوز بضعة عشر شابا إلا أن ما في قلوبهم كان يغني عن كل عدد ..مضت البرامج والأنشطة "والهجومات" كما ينبغي .. عاش الأحبة أجواء سعيدة وجميلة ,, ثم حضرت النهاية ..وما أقساها .. نهاية المخيم .. قوض الشباب خيامهم ثم راحوا يكتبون الرسائل لبعضهم .. نصحا وثناء وتوجيها وإبداء للمحبة ..
جلس الشباب جلستهم الأخيرة ..بدأ مدرسهم في إلقاء الكلمة المعتادة في نهاية كل مخيم ..تحدث وذكر بالدار الآخرة .. والمقارنة بين نهاية المخيم ونهاية الإنسان ، ثم عرج على فضل الأخوة ..وأسهب في الحديث في آثارها ..
وفجأة .. وبلا مقدمات ..
انفجر أحد الشباب ببكاء حار.. ونحيب عجيب .. لفت الجميع ..
استمر الملقي في حديثه عن الأخوّة .. شرح حديث أبي سعيد الخدري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ما مجادلة أحدكم في الحق يكون له في الدنيا بأشد مجادلة من المؤمنين لربهم في إخوانهم الذين أدخلوا النار، قال: يقولون ربنا إخواننا كانوا يصلون معنا ويصومون معنا ويحجون معنا فأدخلتهم النار ، قال: فيقول اذهبوا فأخرجوا من عرفتم منهم قال: فيأتونهم فيعرفونهم بصورهم فمنهم من أخذته النار إلى أنصاف ساقيه ومنهم من أخذته إلى كعبيه فيخرجونهم فيقولون ربنا قد أخرجنا من أمرتنا قال ويقول أخرجوا من كان في قلبه وزن دينار من الإيمان ثم قال من كان في قلبه وزن نصف دينار حتى يقول من كان في قلبه وزن ذرة قال أبو سعيد فمن لم يصدق فليقرأ هذه الآية { إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ومن يشرك بالله فقد افترى إثما عظيما}" أخرجه النسائي وابن ماجه وصححه الألباني
بكاء الشاب الذي بكى في أول الكلمة زاد الشباب كلهم تأثرا وبكاء .. وحزنا على أيام وساعات مضت كانت من أجمل أيامهم ....
كان ذلك الموقف الذي كان في آخر المخيم وغيره من المواقف من الأسباب التي صنعت جيلا أخويا وأثمر ذلك الجيل ثمرا يانعا يرى أثره .
كانت هذه قصة أخوّة حقيقية .يتمناها ويبحث عنها كل مربي ليربي عليها طلابه ..
ولعل المجال يكون مفتوحا للنقاش في الأسباب التي تجعل الأخوّة تنمو وتنمو حتى تثمر بإذن الله ..
ومن هذه الأسباب ..
1 ـ الصدق مع الله
وهذا أقوى العوامل وأهمها ، إن الصدق مع الله عز وجل في هذا الموضوع وغيره يجعل التوفيق حليف الإنسان في كل ما يعمل . ومنها طلب الأخوّة .. فتأليف القلوب بيد الله عز وجل " وألف بين قلوبهم لو أنفقت ما في الأرض جميعا ما ألفت بين قلوبهم ولكن الله ألف بينهم إنه عزيز حكيم " وإن المربي إذا صدق في تربيته لطلابه وأخرج من قلبه كل شيء يشوب هذه النية فلن يخيب الله رجاءه .
2 ـ العدل بين الطلاب ..
إن الشاب حين يرى أنك لا تفضل عليه أحدا ولا تفضله على أحد .. يقوده هذا إلى أن يعلم أن هذا من باب العدل وأن هذا المربي إنما يحرص على هذا لأنه يرى الجميع سواسية وأنهم أخوة متحابين وأعلاهم كأدناهم . ولا فضل لبعضهم على بعض ..فيبدأ يحب إخوانه ..
3 ـ عدم سماع قالة بعضهم عن بعض .
وأعني ب "قالة" النميمة وهي من أخطر ما يقوض بنيان الأخوّة ويجعلها هباء منثورا ..إن المربي حين يستمع لبعض الطلاب في ذمهم لإخوانهم إنما يجعل طلابه يبحثون عن أخطاء بعضهم ويتصيدونها ويوصلونها له لأنهم يشعرون أن هذا العمل يقربهم إلى مدرسهم ..ولهذا نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن هذا فقال " لا يبلغني أحد منكم عن شيئا فإني أحب أن أخرج إليهم وأنا سليم الصدر "وكم من القصص المؤلمة التي تذكر في هذا لمربين يفضلون بعض الطلاب على بعض .. ويجعلون لهم "دبابيس" بين الطلاب ينقلون لهم كل صغيرة وكبيرة بل ويكذب هؤلاء الطلاب ويزوّرون لأجل مصلحة شخصية أو انتقام .. وكأن هؤلاء يعيشون في سلك عسكري !! وما علم هؤلاء أن الأصل في المسلم الستر وأنهم بهذا العمل يهدمون عملهم بأيديهم.
4 ـ نبذ الحزبية ومحاربتها بلا هوادة ..
وأعني بالحزبية " التجمعات الصغيرة التي تكون موجودة داخل الحلقة أو غيرها من المحاضن التربوية ، وتجدهم دائما مع بعض، ولهم رحلات خاصة ولا يختلطون ببقية الطلاب وربما يشعرون باحتقار تجاه الطلاب الآخرين ويتبعون هذا بتعليق عليهم "
ولا تستغرب من قولي بلا هوادة فهي تستحق هذا وأكثر لأنها عامل هدم في الحلق وفيها إفساد لنفوس الطلاب وتنفير لبعضهم ونشر للضغائن والله المستعان .
5 ـ الحديث المستمر وذكر القصص المؤثرة.
إن كثرة الطرق تكسر الحديد كما قيل ..وكذا كثرة الحديث في الأخوّة يجعل النفوس متشبعة لها ومشتاقة لتطبيقها ، وكذلك ذكر القصص المؤثرة في جانب الأخوّة ،ومن المواضع المهمة لهذا كلمات ما بعد الصلاة في المخيمات .
6 ـ القدوة المباشرة من الرئيس أو القائد .
حين يطبق مفهوم الأخوّة القائد فيؤثرهم على نفسه ويضحي لهم بكل ما يستطيع ويعمل لأجلهم ليل نهار ويحمل همهم ، ويقضي عنهم ديونهم ويساعدهم في حاجتهم ، ويصلح بينهم ، إنه بذلك يعطي قدوة عملية في أداء حقوق الأخوّة وتفعيلها .
7 ـ اتخاذ قدوة مؤثرة من الطلاب .
بعض الطلاب رزقه الله قدرة على تفعيل حق الأخوّة ونشره ، بمبادرته وفدائه لإخوانه وحبه لهم وطاعته وذله لهم " أذلة على المؤمنين".
أولئك الذين يملكون عاطفة جياشة .. ينبغي للمربي أن يستخدم هؤلاء الطلاب قدوة للبقية في نشر هذا المفهوم .
8 ـ صندوق الرسائل .
وهذه فكرة جميلة ولها أثر فعال ،خاصة في المخيمات ، فمن الضروري أن يوضع صندوق خاص بالرسائل في المخيم ، وتوزع الرسائل على أصحابها وتقرأ يوميا ويوضع وقت لكتابة الرسائل ..
هذا ماتيسر كتابته من الأسباب والوسائل ولعل الأحبة يثرون الموضوع بما في جعبتهم .
من أساليب تنمية الأخوة بين الطلاب في حلقات التحفيظ
جلس الشباب جلستهم الأخيرة ..بدأ مدرسهم في إلقاء الكلمة المعتادة في نهاية كل مخيم ..تحدث وذكر بالدار الآخرة .. والمقارنة بين نهاية المخيم ونهاية الإنسان ، ثم عرج على فضل الأخوة ..وأسهب في الحديث في آثارها ..
وفجأة .. وبلا مقدمات ..
انفجر أحد الشباب ببكاء حار.. ونحيب عجيب .. لفت الجميع ..
استمر الملقي في حديثه عن الأخوّة .. شرح حديث أبي سعيد الخدري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ما مجادلة أحدكم في الحق يكون له في الدنيا بأشد مجادلة من المؤمنين لربهم في إخوانهم الذين أدخلوا النار، قال: يقولون ربنا إخواننا كانوا يصلون معنا ويصومون معنا ويحجون معنا فأدخلتهم النار ، قال: فيقول اذهبوا فأخرجوا من عرفتم منهم قال: فيأتونهم فيعرفونهم بصورهم فمنهم من أخذته النار إلى أنصاف ساقيه ومنهم من أخذته إلى كعبيه فيخرجونهم فيقولون ربنا قد أخرجنا من أمرتنا قال ويقول أخرجوا من كان في قلبه وزن دينار من الإيمان ثم قال من كان في قلبه وزن نصف دينار حتى يقول من كان في قلبه وزن ذرة قال أبو سعيد فمن لم يصدق فليقرأ هذه الآية { إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ومن يشرك بالله فقد افترى إثما عظيما}" أخرجه النسائي وابن ماجه وصححه الألباني
بكاء الشاب الذي بكى في أول الكلمة زاد الشباب كلهم تأثرا وبكاء .. وحزنا على أيام وساعات مضت كانت من أجمل أيامهم ....
كان ذلك الموقف الذي كان في آخر المخيم وغيره من المواقف من الأسباب التي صنعت جيلا أخويا وأثمر ذلك الجيل ثمرا يانعا يرى أثره .
كانت هذه قصة أخوّة حقيقية .يتمناها ويبحث عنها كل مربي ليربي عليها طلابه ..
ولعل المجال يكون مفتوحا للنقاش في الأسباب التي تجعل الأخوّة تنمو وتنمو حتى تثمر بإذن الله ..
ومن هذه الأسباب ..
1 ـ الصدق مع الله
وهذا أقوى العوامل وأهمها ، إن الصدق مع الله عز وجل في هذا الموضوع وغيره يجعل التوفيق حليف الإنسان في كل ما يعمل . ومنها طلب الأخوّة .. فتأليف القلوب بيد الله عز وجل " وألف بين قلوبهم لو أنفقت ما في الأرض جميعا ما ألفت بين قلوبهم ولكن الله ألف بينهم إنه عزيز حكيم " وإن المربي إذا صدق في تربيته لطلابه وأخرج من قلبه كل شيء يشوب هذه النية فلن يخيب الله رجاءه .
2 ـ العدل بين الطلاب ..
إن الشاب حين يرى أنك لا تفضل عليه أحدا ولا تفضله على أحد .. يقوده هذا إلى أن يعلم أن هذا من باب العدل وأن هذا المربي إنما يحرص على هذا لأنه يرى الجميع سواسية وأنهم أخوة متحابين وأعلاهم كأدناهم . ولا فضل لبعضهم على بعض ..فيبدأ يحب إخوانه ..
3 ـ عدم سماع قالة بعضهم عن بعض .
وأعني ب "قالة" النميمة وهي من أخطر ما يقوض بنيان الأخوّة ويجعلها هباء منثورا ..إن المربي حين يستمع لبعض الطلاب في ذمهم لإخوانهم إنما يجعل طلابه يبحثون عن أخطاء بعضهم ويتصيدونها ويوصلونها له لأنهم يشعرون أن هذا العمل يقربهم إلى مدرسهم ..ولهذا نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن هذا فقال " لا يبلغني أحد منكم عن شيئا فإني أحب أن أخرج إليهم وأنا سليم الصدر "وكم من القصص المؤلمة التي تذكر في هذا لمربين يفضلون بعض الطلاب على بعض .. ويجعلون لهم "دبابيس" بين الطلاب ينقلون لهم كل صغيرة وكبيرة بل ويكذب هؤلاء الطلاب ويزوّرون لأجل مصلحة شخصية أو انتقام .. وكأن هؤلاء يعيشون في سلك عسكري !! وما علم هؤلاء أن الأصل في المسلم الستر وأنهم بهذا العمل يهدمون عملهم بأيديهم.
4 ـ نبذ الحزبية ومحاربتها بلا هوادة ..
وأعني بالحزبية " التجمعات الصغيرة التي تكون موجودة داخل الحلقة أو غيرها من المحاضن التربوية ، وتجدهم دائما مع بعض، ولهم رحلات خاصة ولا يختلطون ببقية الطلاب وربما يشعرون باحتقار تجاه الطلاب الآخرين ويتبعون هذا بتعليق عليهم "
ولا تستغرب من قولي بلا هوادة فهي تستحق هذا وأكثر لأنها عامل هدم في الحلق وفيها إفساد لنفوس الطلاب وتنفير لبعضهم ونشر للضغائن والله المستعان .
5 ـ الحديث المستمر وذكر القصص المؤثرة.
إن كثرة الطرق تكسر الحديد كما قيل ..وكذا كثرة الحديث في الأخوّة يجعل النفوس متشبعة لها ومشتاقة لتطبيقها ، وكذلك ذكر القصص المؤثرة في جانب الأخوّة ،ومن المواضع المهمة لهذا كلمات ما بعد الصلاة في المخيمات .
6 ـ القدوة المباشرة من الرئيس أو القائد .
حين يطبق مفهوم الأخوّة القائد فيؤثرهم على نفسه ويضحي لهم بكل ما يستطيع ويعمل لأجلهم ليل نهار ويحمل همهم ، ويقضي عنهم ديونهم ويساعدهم في حاجتهم ، ويصلح بينهم ، إنه بذلك يعطي قدوة عملية في أداء حقوق الأخوّة وتفعيلها .
7 ـ اتخاذ قدوة مؤثرة من الطلاب .
بعض الطلاب رزقه الله قدرة على تفعيل حق الأخوّة ونشره ، بمبادرته وفدائه لإخوانه وحبه لهم وطاعته وذله لهم " أذلة على المؤمنين".
أولئك الذين يملكون عاطفة جياشة .. ينبغي للمربي أن يستخدم هؤلاء الطلاب قدوة للبقية في نشر هذا المفهوم .
8 ـ صندوق الرسائل .
وهذه فكرة جميلة ولها أثر فعال ،خاصة في المخيمات ، فمن الضروري أن يوضع صندوق خاص بالرسائل في المخيم ، وتوزع الرسائل على أصحابها وتقرأ يوميا ويوضع وقت لكتابة الرسائل ..
هذا ماتيسر كتابته من الأسباب والوسائل ولعل الأحبة يثرون الموضوع بما في جعبتهم .
من أساليب تنمية الأخوة بين الطلاب في حلقات التحفيظ
السبت أبريل 23, 2011 2:49 pm من طرف admin
» رحلة مدرسي الحلقات الى خيلة بقشان
الخميس فبراير 24, 2011 2:03 am من طرف admin
» دعم من جمعية السبيل حلقات جامع الغرف و الرضوان تقيم رحلة إلى مديرية دوعن
الأحد فبراير 13, 2011 2:04 pm من طرف admin
» فضائل سور القرآن الكريم كما حققها العلامة الألباني - رحمه الله -
الأحد فبراير 06, 2011 4:02 am من طرف hkas2011
» (ليحملوا أوزارهم ومن أوزار الذين يضلونهم)
الأحد فبراير 06, 2011 3:57 am من طرف hkas2011
» أين نحن من القرآن!!!
الأحد فبراير 06, 2011 3:53 am من طرف hkas2011
» تأملات تربوية في قصة قارون
الأحد فبراير 06, 2011 3:49 am من طرف hkas2011
» وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ
الأحد فبراير 06, 2011 3:42 am من طرف hkas2011
» يا أمة الأسلام لا تتخذوا القران مهجورا
الأحد فبراير 06, 2011 3:05 am من طرف admin