هيّا نفرح .. بالعيد
بمتابعة ما تنشره وسائل الإعلام الإسلامية في كل عيد أجدها مُجمعةً على استحضار قول المتنبي:
عيدٌ بأي حال عدت يا عيدُ
بما مضى أم لأمرٍ فيك تجديدُ
أما الأحبةُ فالبيـداءُ دونهُمُ
فليت دونـك بِيداً دونـهـا بيدُ
ووسائل الإعلام الإسلامية لها العذر، وهي تتذكر ما قاله هذا الشاعر عن العيد؛
فإنه يعز عليها ويحزنها غاية الحزن والألم أن يعود علينا هذا العيد وأقصانا، وثالث مساجدنا التي تُشدُّ إليها الرحال، ومسرى نبينا وحبيبنا محمد -صلى الله عليه وسلم- تحت وطأة احتلال يهود، وبأيدي أحفاد القردة والخنازير.
ويعزّ عليها ويسوؤها ويحزنها أن يمر هذا العيد، وفلسطين المسلوبة الجريحة في قبضة إسرائيل، وتحت وطأة شارون وجيشه المدعوم من أمريكا وأوروبا.
ويعزّ عليها أن تكون بغداد عاصمة الخلافة الإسلامية التليدة، وعراق العرب والإسلام قد غزاها الكفار، واحتلها الأمريكان.
ويعزّ عليها أن تسيطر أمريكا حامية حمى النصرانية على العالم، تعزل من تشاء من الحكام، وتمكن لمن تشاء من العملاء.
ويعزّ عليها تدخّل أمريكا السافر في أخص خصائص المسلمين، في توجيه النشء وتربيتهم، وحذف كل الآيات والأحاديث التي تحث على الجهاد، وتنمّي في الناشئة عقيدة الولاء والبراء، والعزة، والاعتداد بالدين، وتبغّض المسلمين في الكفر والكافرين.
ويعزّ عليها أن تعلن أمريكا حرباً صليبية على الإسلام والمسلمين، وتجد من عملائها المنتسبين إلى الإسلام من يُعينها على ذلك ويحارب معها.
ويعزّ عليها تزوير الحقائق، بأن يصوَّر الجهاد، والدفاع عن العقيدة، والنفس، والعرض، والوطن- بأنه إرهاب!! والغزو لبلاد المسلمين والتدخل في شؤونهم بأنه عمل مشروع، متمشٍ مع الشرعية الدولية وقوانين الأمم المتحدة!!
البعد عن فلسفة النكد
وليس غريباً أن النفس البشرية بطبيعتها تبحث دائماً عن السعادة والبهجة والسرور، فذلك أمر مركّب فيها منذ خُلقت ودبت وعقلت وشعرت؛ ذلك أنها تنمو وتتطور خصائصها من حال إلى حال، ومن أهم تلك الخصائص الأفكار والأخلاق والعواطف. الأفكار التي يعبر عنها ويتحكم بها العقل: كالتحليل والتركيب وبناء القناعات الخاصة، والأخلاق والسجايا: كالحِلم والأناة، والعواطف: كالحب والبغض والسرور والحزن.
فالسرور والفرح والبهجة حاجة أساسية للإنسان من حيث هو إنسان يبحث عنها ويسعى إليها جهده، وتلك سجية أساسية فيه، ولذلك فقد كلفت المجموعات البشرية منذ القديم في البحث عن السعادة عبر طرائق شتى من ضروب الحياة، والضرب في الأرض، ومن ذلك تحديد مناسبات دورية لإنعاش الفرح والسرور، تتمثل- غالباً - في الأعياد، فنجد أن "أعياد الناس منها أعياد وطنية تذكّر بحدث رائع أو نصر بارع، وأعياد موسمية: كيوم النيروز وأعياد الربيع، أو أعياد لهو ولعب ومتعة: كأعياد البراقع "الكرنفال"، وأعياد خاصة كأعياد الميلاد أو الزواج ونحوها.
والإسلام بوصفه دينا سماوياً لم يشذّ عن هذه القاعدة، فكان العيد في الإسلام أعياداً تلبي حاجة أساسية في النفس البشرية وحاجتها للفرح والمتعة والترويح". فرحاً وابتهاجاً وسروراً وبهجة وحبوراً، يُشرع فيه للناس الإكثار من اللهو والترفيه كالغناء المشروع والمزاح والدعابة، وغيرها الكثير من أصناف اللهو والمتعة، لذا فإن تعامل الوحي الإلهي مع حاجات النفس الإنسانية، والمجموع البشري في حاجته للّهو والبهجة، كان تعاملاً راقياً؛ فالبهجة والزينة والجمال مما عُنيت به الشريعة ونصوصها، وسيرة نبيها -صلى الله عليه وسلم- خير شاهد على ذلك؛ فقد كان يقول: "إني لأمزح ولا أقول إلا حقاً" والمزاح لهو يبهج النفس ويجلب السعادة، وقد كان نعيمان صحابياً معروفاً بأنه يضحك النبي -صلى الله عليه وسلم- وقد عُرف عن عدد من الصحابة والتابعين حبهم للمزاح واللهو والمتعة، كالشعبي والأعمش وغيرهم كثير، بل كان الخليل بن أحمد يقول: "الناس في سجن ما لم يمازحوا".
وإن الناظر في الواقع وتعامل البعض الذين يدمنون النكد، ليبعثه ذلك على التساؤل المرير عن منشأ ذلك وسببه؟ وأحسب أن لذلك أسباباً متعددة، ليس هذا مجال سردها، لكن منها -بكل تأكيد- شيوع النظرة السوداوية التي يسيطر عليها الحكم باللوازم، والمتشائمة على كل ما حولها، وانكبابها على وظائف "المنع" و"السدّ" و"الحراسة"، بدلاً من وظائف "البناء" و"الإصلاح" و"العمران".
ولئن كان الترويح عن النفس والتعبير عن الفرح والسعادة مطلوباً بشكل عام، فإنه يكون أكثر تأكيداً في مواسم الأعياد.
لقد سمعت بعض الحريصين على الخير يحث الناس يوم العيد على عدم الانغماس في الفرح والبهجة، وتذكّر مصائب المسلمين ونكبات العاملين، وأسهب في هذا ما شاء. والبعض الآخر من الدعاة الإسلاميين يقول: "المجتمع السعيد الواعي هو ذلك الذي تسمو أخلاقه في العيد.. ويذكر فيه أبناؤه مصائب إخوانهم في الأقطار حين تنزل بهم الكوارث والنكبات"، وأخف منه قليلاً القول بأنه "لئن كان من حق العيد أن نبتهج به ونفرح، وكان من حقنا أن نتبادل به التهاني، ونطرح الهموم، ونتهادى البشائر، فإن حقوق إخواننا المشردين المعذبين شرقاً وغرباً تقتضي أن نحزن لمحنتهم ونغتم، ونُعنى بقضاياهم ونهتم؟".
وهذه الأمثلة للأسف الشديد تعبِّر عن أزمة في الوعي بالنفس البشرية وحاجاتها الأساسية، كما تعبِّر بشكل أكبر عن إغراق في بعض الأفكار المتشدّدة، سواء التاريخية منها أم المعاصرة، بعيداً عن سعة الوحي ورحابة النصوص، ونحن نتساءل: "لماذا تكون سِمَة المتدين من يبدّل الغناء والمرح واللعب في وقته ومناسبته كالعرس والعيد لنفسه وأولاده وأهل بيته، ويحوّله إلى ضيق وعنت، بل يبتدع من البدائل في بعض تلك المناسبات ما لا يتوافق معها حالاً ولا شرعاً، كإبدال بعضهم اللهو والغناء في العرس بقراءة القرآن وإلقاء المحاضرات والمواعظ؟!".
أطفالنا والأعياد
إن الأعياد محطات مميزة في عمر المسلم تتميز بإدخال الفرحة والحيوية إلى قلوب وحياة الأسر المسلمة إلا أن إحياءها عند الأطفال يؤثر بشكل خاص في صياغة تصور عن العيد يصاحب الإنسان طيلة حياته، وقد تسأل أي بالغ عن ذكرياته عن الأعياد فيرجع إلى مرحلة طفولته، ويتذكر أهم الهدايا أو أهم زائر ممن أجزلوا له العطايا أو أدخلوا الفرحة عليه، فتظل صور العيد في مرحلة الطفولة محفورة في الذهن أكثر من غيرها.
ونظراً لكل ما سبق وجب على الأسرة المسلمة أن تولي أهمية بالغة لهذه الأعياد أو تحييها بشكل شرعي، مما يجعلها وقفة واستراحة تتميز عن باقي أيام السنة، ولإنجاح هذه المناسبة كان على الأسر الاستعداد في الجوانب المادية والنفسية والعقلية.
وأهم ما يميز العيد عند الأطفال هي الملابس الجديدة، والأحذية اللامعة، وكثرة الهدايا والعطايا، وتنوّع الحلويات مما يجعلهم ينتظرون يوم العيد بشغف. فعلى الأسرة المسلمة أن توفر حسب طاقتها ما يلبي رغبة الصغار، ويدخل الفرحة إلى قلوبهم، وذلك من صميم سنة المصطفى -صلى الله عليه وسلم- حيث قال أنس -رضي الله عنه-: "أمرنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في العيدين أن نلبس أجود ما نجد، وأن نتطيب بأجود ما نجد، وأن نضحّي بأثمن ما نجد".
ونلفت انتباه الأسر أن تشرك أطفالها في تزيين البيت بالبالونات والأضواء وبطاقات الآيات والأحاديث المرتبطة بهذه المناسبة والهبة الربانية. وحبذا لو تُقدم للصغار -بالإضافة إلى الألعاب المحببة عندهم- الهدايا ذات الدلالة والإفادة لهم كي تستمر معهم بعد العيد نحو: تقديم معجم، أو مجموعة قصصية، أو أشرطة لمواضيع تعالج ما يفيدهم.
استثمار للمعاني الإنسانية
إن الأعياد في الاسلام شُرعت لحكم سامية ولأغراض نبيلة، منها: أن تكون فرصة للترويج عن النفس من هموم الحياة، وشُرعت الأعياد –أيضاً- لتكون فرصة لتوطيد العلاقات الاجتماعية، ونشر المودة، والرحمة بين المسلمين، وشُرعت الأعياد لكي نشكر الله –تعالى- على تمام نعمته وفضله وتوفيقه لنا على إتمام العبادات.
و تختلف عن الأعياد عند غير المسلمين؛ ففي الإسلام ارتبطت الأعياد بأداء الفرائض، وتكون فرحة العيد بالتوفيق في أداء الفريضة؛ فالذين يصومون لهم الحق أن يفرحوا بالعيد لأنهم أدوا فريضة الصوم، والذين يحجّون لهم أيضاً أن يفرحوا لأنهم أدّوْا فريضة الحج.
و ربط العيد بأداء الواجب، هو معنى سامٍ يختلف عن المناسبات الدنيوية؛ فالإسلام سما بمعنى العيد، وربط فرحة العيد بالتوفيق في أداء الفرائض، ولذلك فإن العيد يُعتبر من شعائر العبادة في الإسلام.
بمتابعة ما تنشره وسائل الإعلام الإسلامية في كل عيد أجدها مُجمعةً على استحضار قول المتنبي:
عيدٌ بأي حال عدت يا عيدُ
بما مضى أم لأمرٍ فيك تجديدُ
أما الأحبةُ فالبيـداءُ دونهُمُ
فليت دونـك بِيداً دونـهـا بيدُ
ووسائل الإعلام الإسلامية لها العذر، وهي تتذكر ما قاله هذا الشاعر عن العيد؛
فإنه يعز عليها ويحزنها غاية الحزن والألم أن يعود علينا هذا العيد وأقصانا، وثالث مساجدنا التي تُشدُّ إليها الرحال، ومسرى نبينا وحبيبنا محمد -صلى الله عليه وسلم- تحت وطأة احتلال يهود، وبأيدي أحفاد القردة والخنازير.
ويعزّ عليها ويسوؤها ويحزنها أن يمر هذا العيد، وفلسطين المسلوبة الجريحة في قبضة إسرائيل، وتحت وطأة شارون وجيشه المدعوم من أمريكا وأوروبا.
ويعزّ عليها أن تكون بغداد عاصمة الخلافة الإسلامية التليدة، وعراق العرب والإسلام قد غزاها الكفار، واحتلها الأمريكان.
ويعزّ عليها أن تسيطر أمريكا حامية حمى النصرانية على العالم، تعزل من تشاء من الحكام، وتمكن لمن تشاء من العملاء.
ويعزّ عليها تدخّل أمريكا السافر في أخص خصائص المسلمين، في توجيه النشء وتربيتهم، وحذف كل الآيات والأحاديث التي تحث على الجهاد، وتنمّي في الناشئة عقيدة الولاء والبراء، والعزة، والاعتداد بالدين، وتبغّض المسلمين في الكفر والكافرين.
ويعزّ عليها أن تعلن أمريكا حرباً صليبية على الإسلام والمسلمين، وتجد من عملائها المنتسبين إلى الإسلام من يُعينها على ذلك ويحارب معها.
ويعزّ عليها تزوير الحقائق، بأن يصوَّر الجهاد، والدفاع عن العقيدة، والنفس، والعرض، والوطن- بأنه إرهاب!! والغزو لبلاد المسلمين والتدخل في شؤونهم بأنه عمل مشروع، متمشٍ مع الشرعية الدولية وقوانين الأمم المتحدة!!
البعد عن فلسفة النكد
وليس غريباً أن النفس البشرية بطبيعتها تبحث دائماً عن السعادة والبهجة والسرور، فذلك أمر مركّب فيها منذ خُلقت ودبت وعقلت وشعرت؛ ذلك أنها تنمو وتتطور خصائصها من حال إلى حال، ومن أهم تلك الخصائص الأفكار والأخلاق والعواطف. الأفكار التي يعبر عنها ويتحكم بها العقل: كالتحليل والتركيب وبناء القناعات الخاصة، والأخلاق والسجايا: كالحِلم والأناة، والعواطف: كالحب والبغض والسرور والحزن.
فالسرور والفرح والبهجة حاجة أساسية للإنسان من حيث هو إنسان يبحث عنها ويسعى إليها جهده، وتلك سجية أساسية فيه، ولذلك فقد كلفت المجموعات البشرية منذ القديم في البحث عن السعادة عبر طرائق شتى من ضروب الحياة، والضرب في الأرض، ومن ذلك تحديد مناسبات دورية لإنعاش الفرح والسرور، تتمثل- غالباً - في الأعياد، فنجد أن "أعياد الناس منها أعياد وطنية تذكّر بحدث رائع أو نصر بارع، وأعياد موسمية: كيوم النيروز وأعياد الربيع، أو أعياد لهو ولعب ومتعة: كأعياد البراقع "الكرنفال"، وأعياد خاصة كأعياد الميلاد أو الزواج ونحوها.
والإسلام بوصفه دينا سماوياً لم يشذّ عن هذه القاعدة، فكان العيد في الإسلام أعياداً تلبي حاجة أساسية في النفس البشرية وحاجتها للفرح والمتعة والترويح". فرحاً وابتهاجاً وسروراً وبهجة وحبوراً، يُشرع فيه للناس الإكثار من اللهو والترفيه كالغناء المشروع والمزاح والدعابة، وغيرها الكثير من أصناف اللهو والمتعة، لذا فإن تعامل الوحي الإلهي مع حاجات النفس الإنسانية، والمجموع البشري في حاجته للّهو والبهجة، كان تعاملاً راقياً؛ فالبهجة والزينة والجمال مما عُنيت به الشريعة ونصوصها، وسيرة نبيها -صلى الله عليه وسلم- خير شاهد على ذلك؛ فقد كان يقول: "إني لأمزح ولا أقول إلا حقاً" والمزاح لهو يبهج النفس ويجلب السعادة، وقد كان نعيمان صحابياً معروفاً بأنه يضحك النبي -صلى الله عليه وسلم- وقد عُرف عن عدد من الصحابة والتابعين حبهم للمزاح واللهو والمتعة، كالشعبي والأعمش وغيرهم كثير، بل كان الخليل بن أحمد يقول: "الناس في سجن ما لم يمازحوا".
وإن الناظر في الواقع وتعامل البعض الذين يدمنون النكد، ليبعثه ذلك على التساؤل المرير عن منشأ ذلك وسببه؟ وأحسب أن لذلك أسباباً متعددة، ليس هذا مجال سردها، لكن منها -بكل تأكيد- شيوع النظرة السوداوية التي يسيطر عليها الحكم باللوازم، والمتشائمة على كل ما حولها، وانكبابها على وظائف "المنع" و"السدّ" و"الحراسة"، بدلاً من وظائف "البناء" و"الإصلاح" و"العمران".
ولئن كان الترويح عن النفس والتعبير عن الفرح والسعادة مطلوباً بشكل عام، فإنه يكون أكثر تأكيداً في مواسم الأعياد.
لقد سمعت بعض الحريصين على الخير يحث الناس يوم العيد على عدم الانغماس في الفرح والبهجة، وتذكّر مصائب المسلمين ونكبات العاملين، وأسهب في هذا ما شاء. والبعض الآخر من الدعاة الإسلاميين يقول: "المجتمع السعيد الواعي هو ذلك الذي تسمو أخلاقه في العيد.. ويذكر فيه أبناؤه مصائب إخوانهم في الأقطار حين تنزل بهم الكوارث والنكبات"، وأخف منه قليلاً القول بأنه "لئن كان من حق العيد أن نبتهج به ونفرح، وكان من حقنا أن نتبادل به التهاني، ونطرح الهموم، ونتهادى البشائر، فإن حقوق إخواننا المشردين المعذبين شرقاً وغرباً تقتضي أن نحزن لمحنتهم ونغتم، ونُعنى بقضاياهم ونهتم؟".
وهذه الأمثلة للأسف الشديد تعبِّر عن أزمة في الوعي بالنفس البشرية وحاجاتها الأساسية، كما تعبِّر بشكل أكبر عن إغراق في بعض الأفكار المتشدّدة، سواء التاريخية منها أم المعاصرة، بعيداً عن سعة الوحي ورحابة النصوص، ونحن نتساءل: "لماذا تكون سِمَة المتدين من يبدّل الغناء والمرح واللعب في وقته ومناسبته كالعرس والعيد لنفسه وأولاده وأهل بيته، ويحوّله إلى ضيق وعنت، بل يبتدع من البدائل في بعض تلك المناسبات ما لا يتوافق معها حالاً ولا شرعاً، كإبدال بعضهم اللهو والغناء في العرس بقراءة القرآن وإلقاء المحاضرات والمواعظ؟!".
أطفالنا والأعياد
إن الأعياد محطات مميزة في عمر المسلم تتميز بإدخال الفرحة والحيوية إلى قلوب وحياة الأسر المسلمة إلا أن إحياءها عند الأطفال يؤثر بشكل خاص في صياغة تصور عن العيد يصاحب الإنسان طيلة حياته، وقد تسأل أي بالغ عن ذكرياته عن الأعياد فيرجع إلى مرحلة طفولته، ويتذكر أهم الهدايا أو أهم زائر ممن أجزلوا له العطايا أو أدخلوا الفرحة عليه، فتظل صور العيد في مرحلة الطفولة محفورة في الذهن أكثر من غيرها.
ونظراً لكل ما سبق وجب على الأسرة المسلمة أن تولي أهمية بالغة لهذه الأعياد أو تحييها بشكل شرعي، مما يجعلها وقفة واستراحة تتميز عن باقي أيام السنة، ولإنجاح هذه المناسبة كان على الأسر الاستعداد في الجوانب المادية والنفسية والعقلية.
وأهم ما يميز العيد عند الأطفال هي الملابس الجديدة، والأحذية اللامعة، وكثرة الهدايا والعطايا، وتنوّع الحلويات مما يجعلهم ينتظرون يوم العيد بشغف. فعلى الأسرة المسلمة أن توفر حسب طاقتها ما يلبي رغبة الصغار، ويدخل الفرحة إلى قلوبهم، وذلك من صميم سنة المصطفى -صلى الله عليه وسلم- حيث قال أنس -رضي الله عنه-: "أمرنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في العيدين أن نلبس أجود ما نجد، وأن نتطيب بأجود ما نجد، وأن نضحّي بأثمن ما نجد".
ونلفت انتباه الأسر أن تشرك أطفالها في تزيين البيت بالبالونات والأضواء وبطاقات الآيات والأحاديث المرتبطة بهذه المناسبة والهبة الربانية. وحبذا لو تُقدم للصغار -بالإضافة إلى الألعاب المحببة عندهم- الهدايا ذات الدلالة والإفادة لهم كي تستمر معهم بعد العيد نحو: تقديم معجم، أو مجموعة قصصية، أو أشرطة لمواضيع تعالج ما يفيدهم.
استثمار للمعاني الإنسانية
إن الأعياد في الاسلام شُرعت لحكم سامية ولأغراض نبيلة، منها: أن تكون فرصة للترويج عن النفس من هموم الحياة، وشُرعت الأعياد –أيضاً- لتكون فرصة لتوطيد العلاقات الاجتماعية، ونشر المودة، والرحمة بين المسلمين، وشُرعت الأعياد لكي نشكر الله –تعالى- على تمام نعمته وفضله وتوفيقه لنا على إتمام العبادات.
و تختلف عن الأعياد عند غير المسلمين؛ ففي الإسلام ارتبطت الأعياد بأداء الفرائض، وتكون فرحة العيد بالتوفيق في أداء الفريضة؛ فالذين يصومون لهم الحق أن يفرحوا بالعيد لأنهم أدوا فريضة الصوم، والذين يحجّون لهم أيضاً أن يفرحوا لأنهم أدّوْا فريضة الحج.
و ربط العيد بأداء الواجب، هو معنى سامٍ يختلف عن المناسبات الدنيوية؛ فالإسلام سما بمعنى العيد، وربط فرحة العيد بالتوفيق في أداء الفرائض، ولذلك فإن العيد يُعتبر من شعائر العبادة في الإسلام.
السبت أبريل 23, 2011 2:49 pm من طرف admin
» رحلة مدرسي الحلقات الى خيلة بقشان
الخميس فبراير 24, 2011 2:03 am من طرف admin
» دعم من جمعية السبيل حلقات جامع الغرف و الرضوان تقيم رحلة إلى مديرية دوعن
الأحد فبراير 13, 2011 2:04 pm من طرف admin
» فضائل سور القرآن الكريم كما حققها العلامة الألباني - رحمه الله -
الأحد فبراير 06, 2011 4:02 am من طرف hkas2011
» (ليحملوا أوزارهم ومن أوزار الذين يضلونهم)
الأحد فبراير 06, 2011 3:57 am من طرف hkas2011
» أين نحن من القرآن!!!
الأحد فبراير 06, 2011 3:53 am من طرف hkas2011
» تأملات تربوية في قصة قارون
الأحد فبراير 06, 2011 3:49 am من طرف hkas2011
» وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ
الأحد فبراير 06, 2011 3:42 am من طرف hkas2011
» يا أمة الأسلام لا تتخذوا القران مهجورا
الأحد فبراير 06, 2011 3:05 am من طرف admin