بسم الله الرحمن الرحيم
الفرق بين التأويل والتفسير
وأنواع التفسير
تعريف التأويل :
تعريف التأويل: لغة: أوَّلَ الكلامَ وتأوَّله: دبّره وقدَّره ، و أوَّلَهوتأوّله: فسّره (1) .
واصطلاحاً: التأويل عند السلف له معنيان:
1- تفسير الكلام وبيان معناه سواء أوافق ظاهره أو خالفه .
2- هو نفس المراد بالكلام ؛ فإذا قيل طلعت الشمس فتأويل هذا هو نفس طلوعها(2).
الفرق بين التأويل والتفسير :
وقد ذكر الذهبي فروقاً بين التفسير والتأويل وهي:
1ً- قال أبو عبيدة وطائفة معه: التفسير والتأويل بمعنىواحد فهما مترادفان ، وهذا هو الشائع عند المتقدمين من علماء التفسير .
2ً- قال الراغب: التفسير أعم من التأويل ، وأكثر ما يستعملالتفسير في الألفاظ والتأويل في المعاني .
3ً- قال الماتريدي: التفسير القطع على أن المراد من اللفظهذا ، والتأويل ترجيح أحد المحتملات بدون القطع .
4ً- قال الثعلبي: التفسير بيان وضع اللفظ إما حقيقة أومجازاً، والتأويل تفسير باطن اللفظ .
5ً- التفسير ما يتعلق بالرواية ، والتأويل ما يتعلقبالدراية .
6ً- التفسير هو بيان المعاني التي تستفاد من وضع العبارةوالتأويل هو بيان المعاني التي تستفاد بطريق الإشارة (3) .
والنسبة بين هذه الأقوال الأربعة الأخيرة هي التباين (4) .
الترجيح بين الأقوال :
رجح الإمام الزركشي أن هناك فرقاً بين التأويل والتفسير وأنهما ليسا بمعنىواحد فقال: الصحيح
تغايرهما (5) .
قال الذهبي: والذي تميل إليه النفس من هذه الأقوال هو أن التفسير ما كانراجعاً إلى الرواية والتأويل ما كان راجعاً إلى الدراية ، وذلك لأن التفسير معناهالكشف والبيان ، والكشف عن مراد الله تعالى لا يجزم به إلا إذا ورد عن رسول اللهصلى الله عليه وسلم أو عن بعض أصحابه الذين شهدوا نزول الوحي وعلموا ما أحاط به منحوادث ووقائع وخالطوا رسول الله صلى الله عليه وسلم ورجعوا إليه فيما أشكل عليهممن معاني القرآن الكريم .
وأما التأويل فملحوظ فيه ترجيح أحد محتملات اللفظ بالدليل ، والترجيح يعتمدعلى الاجتهاد ويتوصل إليه بمعرفة مفردات الألفاظ ومدلولاتها في لغة العرب واستنباطالمعاني من كل ذلك (6) .
سبب الاصطلاح في التفرقة بين التأويل والتفسير:
قال الزركشي: وكأن السبب في اصطلاح بعضهم على التفرقة بين التفسير والتأويلالتمييز بين المنقول والمستنبط ، ليحمل على الاعتماد في المنقول وعلى النظر فيالمستنبط (7) .
سمات كلٍّ من التفسير والتأويل :
سمات التفسير:
1- أكثر استعمال التفسير في الألفاظ .
2- هدف التفسير معرفة مراد الله بطريقة القطع والجزم .
3- وظيفة التفسير بيان وضع اللفظ إما حقيقة أو مجازاً .
4- وظيفة التفسير بيان المعاني التي تستفاد من وضع العبارة.
5- التفسير يتعلق بالرواية .
سمات التأويل:
1- استعمال التأويل في المعاني .
2- منهج التأويل ترجيح أحد الاحتمالات بدون جزم .
3- غاية التأويل تفسير باطن اللفظ .
4- مهمة التأويل بيان المعاني التي تستفاد بطريق الإشارة .
5- التأويل يتعلق بالدراية .
فالتفسير يتعلق بالرواية ولا يقتصر عليها فقط قال الدكتور محمد فاروقالنبهان:
بعض العلماء ذهب إلى أن التفسير مختص بالرواية ، والتأويل مختص بالدرايةولا أظن أن هذا الأمر يخضع لهذا المعيار إذ لا يمكننا اعتبار التفسير قاصراً علىالرواية وخالياً من الدراية ؛ فهذا معنى يحمل بعض الانتقاص من مكانة العلماء الذين.
عرفوا بالتفسير ولعل المعنى الأقرب في هذا المجال أن التفسير جهد خاضعلمعايير بيانية ، ولا بد في التفسير من رواية ودراية .
وإذا خلا التفسير من الدراية فقد خلا من قيمته البيانية والتوضيحية ، وإذاكانت الرواية كافية في مجال التفسير بالمأثور فإن التفسير بالرأي لا بد فيه مندراية واسعة .
أهم ضوابط التأويل:
أهم ضوابط التأويل ما يلي:
1- أن يكون المعنى مما يمكن استنباطه من النص ومما تدل عليه اللغة مندلالات ومعان .
2- أن يكون المؤول عالماً باللغة عارفاً قواعدها ملماً بمعاني الألفاظ .
3- استقامة المؤول وسلامة عقيدته .
4- أن يكون الحكم المستنبط عن طريق التأويل واضح الانسجام مع التصورالقرآني العام في إقراره لمبادئ الإسلام وعقيدته مؤكداً القيم الإسلامية الثابتة ،لأنه إذا انتفت صلة التواصل والانتماء بين النص والتأويل انتفت شرعية ذلك التأويل ( .
أنواع التفسير بحسب :
أ- المصدر ، ب- الموضوع ، ج- كما قسمه سيدنا ابن عباس:
أ - بحسب المصدر:
1- تفسير القرآن بالقرآن ومنه قوله تعالى: { فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه } (9) فسرتها الآية في سورة الأعراف وبينت ما هي الكلمات التيتلقاها آدم من ربه وهي { قالاربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين }(10) .
ومن هذا النوع تفسير القراءات بعضها ببعض مثل { يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يومالجمعة فاسعوا إلى ذكر الله} (11) فسرت السعي القراءة الثانية {فامضوا إلى ذكر الله } .
2- تفسير القرآن بالسنة والذي يرجع إلى كتب السنة يجد أنها قد أفردتللتفسير باباً من الأبواب تذكر فيها ما ورد من الأحاديث ومثال ذلك ( إن المغضوبعليهم هم اليهود وإن الضالين هم النصارى ) (12) .
3- التفسير بالاجتهاد والاستنباط وهو ما صدر عن الصحابة أولا ثم التابعينثم من بعدهم بالاستعانة باللغة وعادات العرب وأسباب النزول ومعرفة مقاصد الشريعة.
4- التفسير المعتمد على أهل الكتاب وكتبهم"الإسرائيليات" وهذاإنما كان مصدراً ضيقا ً محدودا ً(13) .
ب- الموضوع :
1- تفسير ألفاظ القرآن الكريم وكلماته مثل المفردات للأصبهاني (14).
2- الفقهي:الذي يعنى فيه بدراسة آيات الأحكام وبيان كيفية استنباط الأحكاممنها (15) .
3- الفلسفي: وذلك حسب الآراء الفلسفية أو نظرياتها كتفسير الفارابي.
4- اللغوي: وفي اصطلاح المعاصرين" التحليلي": الذي يتعلق بعلوماللغة العربية في الإعراب والنحو والبيان كالكشاف للزمخشري.
5- التاريخي: وهو الذي عني مؤلفوه بالقصص وأخبار الأمم السابقة كتفسيرالخازن.
6- الفرق: وهو الذي وضعه أصحاب الفرق والعقائد المتباينة محاولين تأويلكلام الله على حسب مذاهبهم كما فعل الزمخشري والجبائي وغيرهما (16) .
7- الإشاري : تأويل آيات القرآن الكريم على معنى غير ما يظهر منها بمقتضىإشارات خفية تظهر لأرباب السلوك ويمكن التطبيق بينها وبين الظواهر المرادة (17) وأهم كتبه تفسير القرآن للتستري ، عرائس البيانللشيرازي (18) .
8-الصوفي النظري : هو تفسير يخرج بالقرآن في الغالب عن هدفه الذي يرمي إليه(19) .
9- العلمي : الذي يرمي إلى جعل القرآن مشتملا ً على سائر العلوم ما جدّمنها وما يجدّ مثل تفسير الجواهر لطنطاوي جوهري (20) .
10- المنهجي: وهو ما يتبع فيه أصول التفسير وخطواته عند العلماء لكنه ينظمهذه الخطوات في فقرات منفصلة هكذا: أسباب النزول ، المفردات اللغوية ، البلاغة ...وأشهر كتبه التفسير الواضح للدكتور محمد محمود حجازي (21) .
11- الموضوعي: وهو تفسير يدرس القضايا بحسب دلالة الآيات القرآنية فيالقرآن كله أو بحسب مقصد سورة منه وأهم المؤلفات فيه: هدي القرآن إلى الحجةوالبرهان للشيخ عبد الله سراج الدين (22) .
12- العام: وهو تفسير يعرض مقاصد الآيات ومعانيها دون دخول في تفاصيلالمفردات وجزئيات المعنى ولعل أهم ما صنف فيه تفسير القرآن الكريم للشيخ محمودشلتوت (23) .
13- التناسب: وهو ما عني المؤلفون فيه بترابط الآيات والسور بعضها مع بعضكتفسير نظم الدرر للبقاعي .
ج- كما قسمه سيدنا ابن عباس رضي الله عنهما:
وقسم سيدنا ابن عباس رضي الله عنهما التفسير إلى أربعة أقسام فقال:
التفسير أربعة حلال وحرام لا يعذر أحد بجهالته وتفسير تفسره العرب بألسنتهاوتفسير تفسره العلماء وتفسير لا يعلمه إلا الله (24) .
مرجع أنواع التفسير إلى نوعين: بالمأثور وبالرأي :
وترجع أنواع التفسير المتقدمة إلى نوعين ( وهذا ما استقر عليه المتأخرونوساروا على منواله):
1- التفسير بالمأثور: ويشمل ما جاء في القرآن نفسه من البيان والتفصيل ومانقل عن الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه .
واختلف في ما نقل عن التابعين هل يعتبر تفسيراً بالمأثور أو الرأي ؟
وأهم كتب التفسير بالمأثور جامع البيان للطبري ، الجواهر الحسان للثعالبي ،والدر المنثور للسيوطي (25) .
2- التفسير بالرأي: هو تفسير القرآن بالاجتهاد اعتماداً على الأدوات التييحتاج إليها المفسر ، وسيأتي الحديث عنها تباعاً إن شاء الله تعالى .
وأهم كتبه: الكشاف للزمخشري وروح المعاني للآلوسي ومدارك التنزيل للنسفي (26) .
__________________________________
(1) لسان العرب حرف اللام فصل الهمزة ج11 ص33.
(2) التفسير والمفسرون ج1 ص17 .
(3) ولم نذكر أحد الأقوال هناك عند الذهبي لأن مؤداه هو نفس مؤدى القول الخامس هنا.
(4) التفسير والمفسرون ج1 ص19-21
(5) البرهان ج2 ص14
(6) التفسير والمفسرون ج1 ص22 .
(7) البرهان ج2 ص172 .
( وارجع إلى ما كتبه الدكتور محمد فاروق النبهان في مبحث التفسير والتأويلص54-65
(9) سورة البقرة الآية: 37.
(10) سورة الأعراف الآية: 23.
(11) سورة الجمعة الآية: 9.
(12) مسند أحمد ج4 ص378 ، ابن حبان رقم: 6246 ج4 ص139 ، سنن البيهقي رقم:12710 ج6 ص336 ، معجم الطبراني الأوسط رقم: 3813 ج4 ص139 وقال الهيثمي: رواهأحمد ورجال الجميع رجال الصحيح .
(13)انظر التقديم لتفسير النسفي ص6 ، والتفسير والمفسرون ج1 ص37-62 .
(14) مقدمة النسفي ص7
(15) علوم القرآن د. نور الدين عتر ص103- 107
(16) انظر التقديم لتفسير النسفي ص7 والتقديم لتفسير ابن كثير ص4 والكشاف ص20.
(17) التفسير والمفسرون ج2 ص352 .
(18) المرجع السابق ج2 ص380-390
(19) التفسير والمفسرون ج2 ص346 .
(20) المرجع السابق ج2 ص497 وانظر التفسير العلمي ص65-66 .
(21) علوم القرآن د.عتر ص112-115.
(22) علوم القرآن د.عتر ص115.
(23) علوم القرآن د.عتر ص114-115.
(24) الإتقان ج2 ص514 وانظر مناهل العرفان ج1 ص429- 430
(25) علوم القرآن د.عترص77.
(26) علوم القرآن د.عتر ص85-88.
المصادر والمراجع
1- الإتقان في علوم القرآن جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي دار إحياء العلوم الطبعة الثانية تحقيق: محمد شريف سكر .
2- البرهان في علوم القرآن بدر الدين محمد بن عبد الله الزركشي مطبعة عيسىالبابي الحلبي وشركاه الطبعة الثانية تحقيق: محمد أبو الفضل إبراهيم .
3- التفسير العلمي للقرآن في الميزان رسالة دكتوراه أحمد عمر أبو حجر دارقتيبة الطبعة الأولى .
4- تفسير القرآن العظيم أبو الفداء إسماعيل بن كثير دار المعرفة الطبعةالأولى قدم له: د. يوسف عبد الرحمن المرعشلي .
5- تفسير الكشاف جار الله محمود بن عمر الزمخشري دار المعرفة الطبعة الأولىقدم له: خليل مأمون شيحا.
6- التفسير والمفسرون د. محمد حسين الذهبي .
7- سنن البيهقي الكبرى أبو بكر أحمد بن الحسين بن علي البيهقي مكتبة دارالباز تحقيق: محمد عبد القادر عطا .
8- صحيح ابن حبان أبو حاتم محمد بن حبان بن أحمد مؤسسة الرسالة الطبعةالثانية تحقيق: شعيب الأرناؤوط .
9- علوم القرآن د. نور الدين عتر مطبعة الصباح الطبعة السادسة .
10- لسان العرب محمد بن مكرم بن منظور دار صادر .
11- مجمع الزوائد علي بن أبي بكر الهيثمي دار الريان للتراث – دار الكتابالعربي
12- مدارك التنزيل وحقائق التأويل عبد الله بن أحمد بن محمود النسفي دارالمعرفة الطبعة الأولى تحقيق: عبد المجيد طعمه الحلبي .
13- مسند الإمام أحمد بن حنبل مؤسسة قرطبة .
14- معجم الطبراني الأوسط أبو القاسم سليمان بن أحمد الطبراني دار الحرمينتحقيق: طارق بن عوض الله.
15- مناهل العرفان محمد عبد العظيم الزرقاني دار المعرفة الطبعة الثانية .
بقلم : محمد الخلف العبد الله
الفرق بين التأويل والتفسير
وأنواع التفسير
تعريف التأويل :
تعريف التأويل: لغة: أوَّلَ الكلامَ وتأوَّله: دبّره وقدَّره ، و أوَّلَهوتأوّله: فسّره (1) .
واصطلاحاً: التأويل عند السلف له معنيان:
1- تفسير الكلام وبيان معناه سواء أوافق ظاهره أو خالفه .
2- هو نفس المراد بالكلام ؛ فإذا قيل طلعت الشمس فتأويل هذا هو نفس طلوعها(2).
الفرق بين التأويل والتفسير :
وقد ذكر الذهبي فروقاً بين التفسير والتأويل وهي:
1ً- قال أبو عبيدة وطائفة معه: التفسير والتأويل بمعنىواحد فهما مترادفان ، وهذا هو الشائع عند المتقدمين من علماء التفسير .
2ً- قال الراغب: التفسير أعم من التأويل ، وأكثر ما يستعملالتفسير في الألفاظ والتأويل في المعاني .
3ً- قال الماتريدي: التفسير القطع على أن المراد من اللفظهذا ، والتأويل ترجيح أحد المحتملات بدون القطع .
4ً- قال الثعلبي: التفسير بيان وضع اللفظ إما حقيقة أومجازاً، والتأويل تفسير باطن اللفظ .
5ً- التفسير ما يتعلق بالرواية ، والتأويل ما يتعلقبالدراية .
6ً- التفسير هو بيان المعاني التي تستفاد من وضع العبارةوالتأويل هو بيان المعاني التي تستفاد بطريق الإشارة (3) .
والنسبة بين هذه الأقوال الأربعة الأخيرة هي التباين (4) .
الترجيح بين الأقوال :
رجح الإمام الزركشي أن هناك فرقاً بين التأويل والتفسير وأنهما ليسا بمعنىواحد فقال: الصحيح
تغايرهما (5) .
قال الذهبي: والذي تميل إليه النفس من هذه الأقوال هو أن التفسير ما كانراجعاً إلى الرواية والتأويل ما كان راجعاً إلى الدراية ، وذلك لأن التفسير معناهالكشف والبيان ، والكشف عن مراد الله تعالى لا يجزم به إلا إذا ورد عن رسول اللهصلى الله عليه وسلم أو عن بعض أصحابه الذين شهدوا نزول الوحي وعلموا ما أحاط به منحوادث ووقائع وخالطوا رسول الله صلى الله عليه وسلم ورجعوا إليه فيما أشكل عليهممن معاني القرآن الكريم .
وأما التأويل فملحوظ فيه ترجيح أحد محتملات اللفظ بالدليل ، والترجيح يعتمدعلى الاجتهاد ويتوصل إليه بمعرفة مفردات الألفاظ ومدلولاتها في لغة العرب واستنباطالمعاني من كل ذلك (6) .
سبب الاصطلاح في التفرقة بين التأويل والتفسير:
قال الزركشي: وكأن السبب في اصطلاح بعضهم على التفرقة بين التفسير والتأويلالتمييز بين المنقول والمستنبط ، ليحمل على الاعتماد في المنقول وعلى النظر فيالمستنبط (7) .
سمات كلٍّ من التفسير والتأويل :
سمات التفسير:
1- أكثر استعمال التفسير في الألفاظ .
2- هدف التفسير معرفة مراد الله بطريقة القطع والجزم .
3- وظيفة التفسير بيان وضع اللفظ إما حقيقة أو مجازاً .
4- وظيفة التفسير بيان المعاني التي تستفاد من وضع العبارة.
5- التفسير يتعلق بالرواية .
سمات التأويل:
1- استعمال التأويل في المعاني .
2- منهج التأويل ترجيح أحد الاحتمالات بدون جزم .
3- غاية التأويل تفسير باطن اللفظ .
4- مهمة التأويل بيان المعاني التي تستفاد بطريق الإشارة .
5- التأويل يتعلق بالدراية .
فالتفسير يتعلق بالرواية ولا يقتصر عليها فقط قال الدكتور محمد فاروقالنبهان:
بعض العلماء ذهب إلى أن التفسير مختص بالرواية ، والتأويل مختص بالدرايةولا أظن أن هذا الأمر يخضع لهذا المعيار إذ لا يمكننا اعتبار التفسير قاصراً علىالرواية وخالياً من الدراية ؛ فهذا معنى يحمل بعض الانتقاص من مكانة العلماء الذين.
عرفوا بالتفسير ولعل المعنى الأقرب في هذا المجال أن التفسير جهد خاضعلمعايير بيانية ، ولا بد في التفسير من رواية ودراية .
وإذا خلا التفسير من الدراية فقد خلا من قيمته البيانية والتوضيحية ، وإذاكانت الرواية كافية في مجال التفسير بالمأثور فإن التفسير بالرأي لا بد فيه مندراية واسعة .
أهم ضوابط التأويل:
أهم ضوابط التأويل ما يلي:
1- أن يكون المعنى مما يمكن استنباطه من النص ومما تدل عليه اللغة مندلالات ومعان .
2- أن يكون المؤول عالماً باللغة عارفاً قواعدها ملماً بمعاني الألفاظ .
3- استقامة المؤول وسلامة عقيدته .
4- أن يكون الحكم المستنبط عن طريق التأويل واضح الانسجام مع التصورالقرآني العام في إقراره لمبادئ الإسلام وعقيدته مؤكداً القيم الإسلامية الثابتة ،لأنه إذا انتفت صلة التواصل والانتماء بين النص والتأويل انتفت شرعية ذلك التأويل ( .
أنواع التفسير بحسب :
أ- المصدر ، ب- الموضوع ، ج- كما قسمه سيدنا ابن عباس:
أ - بحسب المصدر:
1- تفسير القرآن بالقرآن ومنه قوله تعالى: { فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه } (9) فسرتها الآية في سورة الأعراف وبينت ما هي الكلمات التيتلقاها آدم من ربه وهي { قالاربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين }(10) .
ومن هذا النوع تفسير القراءات بعضها ببعض مثل { يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يومالجمعة فاسعوا إلى ذكر الله} (11) فسرت السعي القراءة الثانية {فامضوا إلى ذكر الله } .
2- تفسير القرآن بالسنة والذي يرجع إلى كتب السنة يجد أنها قد أفردتللتفسير باباً من الأبواب تذكر فيها ما ورد من الأحاديث ومثال ذلك ( إن المغضوبعليهم هم اليهود وإن الضالين هم النصارى ) (12) .
3- التفسير بالاجتهاد والاستنباط وهو ما صدر عن الصحابة أولا ثم التابعينثم من بعدهم بالاستعانة باللغة وعادات العرب وأسباب النزول ومعرفة مقاصد الشريعة.
4- التفسير المعتمد على أهل الكتاب وكتبهم"الإسرائيليات" وهذاإنما كان مصدراً ضيقا ً محدودا ً(13) .
ب- الموضوع :
1- تفسير ألفاظ القرآن الكريم وكلماته مثل المفردات للأصبهاني (14).
2- الفقهي:الذي يعنى فيه بدراسة آيات الأحكام وبيان كيفية استنباط الأحكاممنها (15) .
3- الفلسفي: وذلك حسب الآراء الفلسفية أو نظرياتها كتفسير الفارابي.
4- اللغوي: وفي اصطلاح المعاصرين" التحليلي": الذي يتعلق بعلوماللغة العربية في الإعراب والنحو والبيان كالكشاف للزمخشري.
5- التاريخي: وهو الذي عني مؤلفوه بالقصص وأخبار الأمم السابقة كتفسيرالخازن.
6- الفرق: وهو الذي وضعه أصحاب الفرق والعقائد المتباينة محاولين تأويلكلام الله على حسب مذاهبهم كما فعل الزمخشري والجبائي وغيرهما (16) .
7- الإشاري : تأويل آيات القرآن الكريم على معنى غير ما يظهر منها بمقتضىإشارات خفية تظهر لأرباب السلوك ويمكن التطبيق بينها وبين الظواهر المرادة (17) وأهم كتبه تفسير القرآن للتستري ، عرائس البيانللشيرازي (18) .
8-الصوفي النظري : هو تفسير يخرج بالقرآن في الغالب عن هدفه الذي يرمي إليه(19) .
9- العلمي : الذي يرمي إلى جعل القرآن مشتملا ً على سائر العلوم ما جدّمنها وما يجدّ مثل تفسير الجواهر لطنطاوي جوهري (20) .
10- المنهجي: وهو ما يتبع فيه أصول التفسير وخطواته عند العلماء لكنه ينظمهذه الخطوات في فقرات منفصلة هكذا: أسباب النزول ، المفردات اللغوية ، البلاغة ...وأشهر كتبه التفسير الواضح للدكتور محمد محمود حجازي (21) .
11- الموضوعي: وهو تفسير يدرس القضايا بحسب دلالة الآيات القرآنية فيالقرآن كله أو بحسب مقصد سورة منه وأهم المؤلفات فيه: هدي القرآن إلى الحجةوالبرهان للشيخ عبد الله سراج الدين (22) .
12- العام: وهو تفسير يعرض مقاصد الآيات ومعانيها دون دخول في تفاصيلالمفردات وجزئيات المعنى ولعل أهم ما صنف فيه تفسير القرآن الكريم للشيخ محمودشلتوت (23) .
13- التناسب: وهو ما عني المؤلفون فيه بترابط الآيات والسور بعضها مع بعضكتفسير نظم الدرر للبقاعي .
ج- كما قسمه سيدنا ابن عباس رضي الله عنهما:
وقسم سيدنا ابن عباس رضي الله عنهما التفسير إلى أربعة أقسام فقال:
التفسير أربعة حلال وحرام لا يعذر أحد بجهالته وتفسير تفسره العرب بألسنتهاوتفسير تفسره العلماء وتفسير لا يعلمه إلا الله (24) .
مرجع أنواع التفسير إلى نوعين: بالمأثور وبالرأي :
وترجع أنواع التفسير المتقدمة إلى نوعين ( وهذا ما استقر عليه المتأخرونوساروا على منواله):
1- التفسير بالمأثور: ويشمل ما جاء في القرآن نفسه من البيان والتفصيل ومانقل عن الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه .
واختلف في ما نقل عن التابعين هل يعتبر تفسيراً بالمأثور أو الرأي ؟
وأهم كتب التفسير بالمأثور جامع البيان للطبري ، الجواهر الحسان للثعالبي ،والدر المنثور للسيوطي (25) .
2- التفسير بالرأي: هو تفسير القرآن بالاجتهاد اعتماداً على الأدوات التييحتاج إليها المفسر ، وسيأتي الحديث عنها تباعاً إن شاء الله تعالى .
وأهم كتبه: الكشاف للزمخشري وروح المعاني للآلوسي ومدارك التنزيل للنسفي (26) .
__________________________________
(1) لسان العرب حرف اللام فصل الهمزة ج11 ص33.
(2) التفسير والمفسرون ج1 ص17 .
(3) ولم نذكر أحد الأقوال هناك عند الذهبي لأن مؤداه هو نفس مؤدى القول الخامس هنا.
(4) التفسير والمفسرون ج1 ص19-21
(5) البرهان ج2 ص14
(6) التفسير والمفسرون ج1 ص22 .
(7) البرهان ج2 ص172 .
( وارجع إلى ما كتبه الدكتور محمد فاروق النبهان في مبحث التفسير والتأويلص54-65
(9) سورة البقرة الآية: 37.
(10) سورة الأعراف الآية: 23.
(11) سورة الجمعة الآية: 9.
(12) مسند أحمد ج4 ص378 ، ابن حبان رقم: 6246 ج4 ص139 ، سنن البيهقي رقم:12710 ج6 ص336 ، معجم الطبراني الأوسط رقم: 3813 ج4 ص139 وقال الهيثمي: رواهأحمد ورجال الجميع رجال الصحيح .
(13)انظر التقديم لتفسير النسفي ص6 ، والتفسير والمفسرون ج1 ص37-62 .
(14) مقدمة النسفي ص7
(15) علوم القرآن د. نور الدين عتر ص103- 107
(16) انظر التقديم لتفسير النسفي ص7 والتقديم لتفسير ابن كثير ص4 والكشاف ص20.
(17) التفسير والمفسرون ج2 ص352 .
(18) المرجع السابق ج2 ص380-390
(19) التفسير والمفسرون ج2 ص346 .
(20) المرجع السابق ج2 ص497 وانظر التفسير العلمي ص65-66 .
(21) علوم القرآن د.عتر ص112-115.
(22) علوم القرآن د.عتر ص115.
(23) علوم القرآن د.عتر ص114-115.
(24) الإتقان ج2 ص514 وانظر مناهل العرفان ج1 ص429- 430
(25) علوم القرآن د.عترص77.
(26) علوم القرآن د.عتر ص85-88.
المصادر والمراجع
1- الإتقان في علوم القرآن جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي دار إحياء العلوم الطبعة الثانية تحقيق: محمد شريف سكر .
2- البرهان في علوم القرآن بدر الدين محمد بن عبد الله الزركشي مطبعة عيسىالبابي الحلبي وشركاه الطبعة الثانية تحقيق: محمد أبو الفضل إبراهيم .
3- التفسير العلمي للقرآن في الميزان رسالة دكتوراه أحمد عمر أبو حجر دارقتيبة الطبعة الأولى .
4- تفسير القرآن العظيم أبو الفداء إسماعيل بن كثير دار المعرفة الطبعةالأولى قدم له: د. يوسف عبد الرحمن المرعشلي .
5- تفسير الكشاف جار الله محمود بن عمر الزمخشري دار المعرفة الطبعة الأولىقدم له: خليل مأمون شيحا.
6- التفسير والمفسرون د. محمد حسين الذهبي .
7- سنن البيهقي الكبرى أبو بكر أحمد بن الحسين بن علي البيهقي مكتبة دارالباز تحقيق: محمد عبد القادر عطا .
8- صحيح ابن حبان أبو حاتم محمد بن حبان بن أحمد مؤسسة الرسالة الطبعةالثانية تحقيق: شعيب الأرناؤوط .
9- علوم القرآن د. نور الدين عتر مطبعة الصباح الطبعة السادسة .
10- لسان العرب محمد بن مكرم بن منظور دار صادر .
11- مجمع الزوائد علي بن أبي بكر الهيثمي دار الريان للتراث – دار الكتابالعربي
12- مدارك التنزيل وحقائق التأويل عبد الله بن أحمد بن محمود النسفي دارالمعرفة الطبعة الأولى تحقيق: عبد المجيد طعمه الحلبي .
13- مسند الإمام أحمد بن حنبل مؤسسة قرطبة .
14- معجم الطبراني الأوسط أبو القاسم سليمان بن أحمد الطبراني دار الحرمينتحقيق: طارق بن عوض الله.
15- مناهل العرفان محمد عبد العظيم الزرقاني دار المعرفة الطبعة الثانية .
بقلم : محمد الخلف العبد الله
السبت أبريل 23, 2011 2:49 pm من طرف admin
» رحلة مدرسي الحلقات الى خيلة بقشان
الخميس فبراير 24, 2011 2:03 am من طرف admin
» دعم من جمعية السبيل حلقات جامع الغرف و الرضوان تقيم رحلة إلى مديرية دوعن
الأحد فبراير 13, 2011 2:04 pm من طرف admin
» فضائل سور القرآن الكريم كما حققها العلامة الألباني - رحمه الله -
الأحد فبراير 06, 2011 4:02 am من طرف hkas2011
» (ليحملوا أوزارهم ومن أوزار الذين يضلونهم)
الأحد فبراير 06, 2011 3:57 am من طرف hkas2011
» أين نحن من القرآن!!!
الأحد فبراير 06, 2011 3:53 am من طرف hkas2011
» تأملات تربوية في قصة قارون
الأحد فبراير 06, 2011 3:49 am من طرف hkas2011
» وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ
الأحد فبراير 06, 2011 3:42 am من طرف hkas2011
» يا أمة الأسلام لا تتخذوا القران مهجورا
الأحد فبراير 06, 2011 3:05 am من طرف admin