ضعف الانسجام بين المعلم والحلقة
ولها أربع صور :
1- شعور المعلم بصعوبة التَّنَزل لمخاطبة المستويات المبتدئة من صِغار الطلاب ، لارتفاع مستواه العلمي - مثلاً - .
2- ضعف درايته بالأساليب والوسائل الناجحة في تعليم الناشئة ومخاطبتهم .
3- ضعف قدراته العلمية وقصورها عن مستوى الحلقة ، وحاجته إلى المزيد من التمكن .
4- ضعف ارتياحه لتدريس حلقة ما ، وإحساسه بضرورة التغيير لأسباب معينة .
أما بالنسبة للصورة الأولى :
فهي مشكلة يلام عليها المعلم لمنافاتها الإخلاص ، وشعور مَرَضي ناشئ عن العُجب بما وصل إليه المعلم من درجة في النضج أو العلم ، وهو مخالف لهدي النبي صلى الله عليه وسلم الذي أمر بالتنزل والتواضع في مخاطبة طلاب العلم ، فقال : (( .. وتواضعوا لمن تعلمتم منه ولمن علمتموه ولا تكونوا جبابرة العلماء ، فلا يقوم عِلْمُكم بجهْلِكم )) رواه الإمام أحمد في الزهد .
وإن استمرار هذا الشعور في نفس المعلم قد يؤدي إلى العديد من الآثار السلبية ، ومنها : جفاء معاملته للطالب ، وربما اتِّباع أسلوب الشدة في التدريس تنفيساً عن الضيق في نفسه ، مما يؤدي إلى نفور الناشئ من المعلم ، وبالتالي ضعف استفادته منه .
العلاج :
إن على المعلم أن ينظر دائماً إلى من هو فوقه من العلماء ، فإن سبب العجب من كثير من طلبة العلم هو : ( انصراف نظره إلى كثرة من دونه من الجهال دون من فوقه من العلماء ، فإنه ليس متناهٍ في العلم إلا وسيجد مَن هو أعلم منه ) قال الله تعالى (( وفوق كل ذي علم عليم )) وليتذكر أن علمه وفهمه ، وجودة ذهنه وفصاحته ، فضل من الله تعالى عليه ، وهو قادر على سلبها منه في طرفة العين )
كما أن الدراسات التربوية الحديثة قد أثبتت أنه لضمان أفضل النتائج في فنِّ مخاطبة الطفل وتعليمه فإنه ينبغي أن يختار - لتعليم المستويات الابتدائية والأولية من الطلاب - أكفأ المعلمين وأنضجهم ، ممن لديهم مؤهلات خاصة قد لا تتوفر لدى الجدد من الشباب ، ومنها :
الخبرة الطويلة في مجال التربية والتعليم وكثرة التجارب في ذلك ، مع الإلمام من كل علم بما ينفي عنه سمة الجهل ، وهذا له ارتباط أكيد بعامل السن . ثم الأُبوَّة ، أي كون المعلم أباً للأطفال يرعاهم ، قد خبر مداخلهم وعرف طرق معاملتهم .
وأخيرا التحلي ببعض الصفات الخاصة كالصبر ، والحلم ، وسعة الصدر ، وضبط النفس ، والعمق في فهم ومعالجة السلوك .
ومعلومٌ أن هذه الصفات يَنْدُرُ تحققها مجتمعة في المعلم المبتدئ ، أو الشاب المتحمس المندفع ، فغالباً ما يقع هؤلاء في أخطاء تربوية قد لا يقع فيها غيرهم من ذوي الخبرة والمراس .
أما الصورة الثانية : وهي إحساس المعلم بضعف درايته بالأساليب والوسائل المطلوبة في معاملة الصغار ، وما يُعَبِّر عنه بعض المعلمين من حديثي العهد بالتعليم بقوله : لا أحسن معاملة الصغار ، أو لا أتكيَّف مع طبائعهم .
فالعلاج :
أن يدع المعلم مهمة تعليمهم لمن هو أقدر منه على ذلك ، فإن الطفولة مرحلة حساسة ، قد يولِّدُ الخطأ فيها مع الطفل آثاراً سلبية عميقة في نفسيَّته تستمر معه إلى مستقبل أيامه .
إن لكل ميدان فرسانه ، ومن لم يكن من فرسان هذا الميدان فالأَولى أن يدع الجواد خيرٌ له من السقوط ، أو فليتدرب - أولاً - ثم ليتقدم .
وبالنسبة للصورة الثالثة :
فهي مشكلة واقعية بعض الشيء ، إذ إن ضعف قدرات المعلم العلمية عائق له عن النجاح ، ومؤثر سلبي على الطالب من حيث اكتسابه معلومات قاصرة وغير متكاملة ، وربما تكون خطأً في بعض الأحيان ، ثم معاناته من خطأ المعلم أحياناً في اللجوء إلى وسائل يغطي بها ضعفه ، كالقسوة مثلاً .
وأما علاجها فيكون بالانسحاب ، إذا وُجد من هو أقدر منه على إدارة الحلقة ، قال الفضيل بن عياض : ( رأس معرفة الرجل قدره ) أو الاستمرار في حال عدم وجود الأكفأ ، مع وضع خطة لرفع الكفاءة في مجال القرآن وتعليمه ، وهو أولى من الانسحاب ، أو من إغلاق الحلقة نهائياً .
وأما الصورة الرابعة :
فإذا شعر المدرس - قَلبيّاً - بضعف الراحة أو الانجذاب لتدريس حلقة معيَّنة ، لا لأَنَفَةٍ في نفسه أو استعلاء ، فليحاول استطلاع الأسباب الكامنة وراء ذلك ، فلعلّ الأسلوب لم يكن على النحو المطلوب ، أو لعلَّ هناك بعض السلبيات في شخصيته ينبغي تداركها .
وإلا فلا حرج أن يفسح المجال لمن يأنس من نفسه الراحة والانجذاب لتدريس تلك الحلقة ، وأن يبحث هو عما تطمئن إليه نفسه ، ويرتاح له قلبه ، فإن : ( الأرواح جنود مجندة ، ما تعارف منها ائتلف ، وما تناكر منها اختلف ) .
من كتاب الحلقات القرآنية دراسة منهجية شاملة ص 208- 213 .
ولها أربع صور :
1- شعور المعلم بصعوبة التَّنَزل لمخاطبة المستويات المبتدئة من صِغار الطلاب ، لارتفاع مستواه العلمي - مثلاً - .
2- ضعف درايته بالأساليب والوسائل الناجحة في تعليم الناشئة ومخاطبتهم .
3- ضعف قدراته العلمية وقصورها عن مستوى الحلقة ، وحاجته إلى المزيد من التمكن .
4- ضعف ارتياحه لتدريس حلقة ما ، وإحساسه بضرورة التغيير لأسباب معينة .
أما بالنسبة للصورة الأولى :
فهي مشكلة يلام عليها المعلم لمنافاتها الإخلاص ، وشعور مَرَضي ناشئ عن العُجب بما وصل إليه المعلم من درجة في النضج أو العلم ، وهو مخالف لهدي النبي صلى الله عليه وسلم الذي أمر بالتنزل والتواضع في مخاطبة طلاب العلم ، فقال : (( .. وتواضعوا لمن تعلمتم منه ولمن علمتموه ولا تكونوا جبابرة العلماء ، فلا يقوم عِلْمُكم بجهْلِكم )) رواه الإمام أحمد في الزهد .
وإن استمرار هذا الشعور في نفس المعلم قد يؤدي إلى العديد من الآثار السلبية ، ومنها : جفاء معاملته للطالب ، وربما اتِّباع أسلوب الشدة في التدريس تنفيساً عن الضيق في نفسه ، مما يؤدي إلى نفور الناشئ من المعلم ، وبالتالي ضعف استفادته منه .
العلاج :
إن على المعلم أن ينظر دائماً إلى من هو فوقه من العلماء ، فإن سبب العجب من كثير من طلبة العلم هو : ( انصراف نظره إلى كثرة من دونه من الجهال دون من فوقه من العلماء ، فإنه ليس متناهٍ في العلم إلا وسيجد مَن هو أعلم منه ) قال الله تعالى (( وفوق كل ذي علم عليم )) وليتذكر أن علمه وفهمه ، وجودة ذهنه وفصاحته ، فضل من الله تعالى عليه ، وهو قادر على سلبها منه في طرفة العين )
كما أن الدراسات التربوية الحديثة قد أثبتت أنه لضمان أفضل النتائج في فنِّ مخاطبة الطفل وتعليمه فإنه ينبغي أن يختار - لتعليم المستويات الابتدائية والأولية من الطلاب - أكفأ المعلمين وأنضجهم ، ممن لديهم مؤهلات خاصة قد لا تتوفر لدى الجدد من الشباب ، ومنها :
الخبرة الطويلة في مجال التربية والتعليم وكثرة التجارب في ذلك ، مع الإلمام من كل علم بما ينفي عنه سمة الجهل ، وهذا له ارتباط أكيد بعامل السن . ثم الأُبوَّة ، أي كون المعلم أباً للأطفال يرعاهم ، قد خبر مداخلهم وعرف طرق معاملتهم .
وأخيرا التحلي ببعض الصفات الخاصة كالصبر ، والحلم ، وسعة الصدر ، وضبط النفس ، والعمق في فهم ومعالجة السلوك .
ومعلومٌ أن هذه الصفات يَنْدُرُ تحققها مجتمعة في المعلم المبتدئ ، أو الشاب المتحمس المندفع ، فغالباً ما يقع هؤلاء في أخطاء تربوية قد لا يقع فيها غيرهم من ذوي الخبرة والمراس .
أما الصورة الثانية : وهي إحساس المعلم بضعف درايته بالأساليب والوسائل المطلوبة في معاملة الصغار ، وما يُعَبِّر عنه بعض المعلمين من حديثي العهد بالتعليم بقوله : لا أحسن معاملة الصغار ، أو لا أتكيَّف مع طبائعهم .
فالعلاج :
أن يدع المعلم مهمة تعليمهم لمن هو أقدر منه على ذلك ، فإن الطفولة مرحلة حساسة ، قد يولِّدُ الخطأ فيها مع الطفل آثاراً سلبية عميقة في نفسيَّته تستمر معه إلى مستقبل أيامه .
إن لكل ميدان فرسانه ، ومن لم يكن من فرسان هذا الميدان فالأَولى أن يدع الجواد خيرٌ له من السقوط ، أو فليتدرب - أولاً - ثم ليتقدم .
وبالنسبة للصورة الثالثة :
فهي مشكلة واقعية بعض الشيء ، إذ إن ضعف قدرات المعلم العلمية عائق له عن النجاح ، ومؤثر سلبي على الطالب من حيث اكتسابه معلومات قاصرة وغير متكاملة ، وربما تكون خطأً في بعض الأحيان ، ثم معاناته من خطأ المعلم أحياناً في اللجوء إلى وسائل يغطي بها ضعفه ، كالقسوة مثلاً .
وأما علاجها فيكون بالانسحاب ، إذا وُجد من هو أقدر منه على إدارة الحلقة ، قال الفضيل بن عياض : ( رأس معرفة الرجل قدره ) أو الاستمرار في حال عدم وجود الأكفأ ، مع وضع خطة لرفع الكفاءة في مجال القرآن وتعليمه ، وهو أولى من الانسحاب ، أو من إغلاق الحلقة نهائياً .
وأما الصورة الرابعة :
فإذا شعر المدرس - قَلبيّاً - بضعف الراحة أو الانجذاب لتدريس حلقة معيَّنة ، لا لأَنَفَةٍ في نفسه أو استعلاء ، فليحاول استطلاع الأسباب الكامنة وراء ذلك ، فلعلّ الأسلوب لم يكن على النحو المطلوب ، أو لعلَّ هناك بعض السلبيات في شخصيته ينبغي تداركها .
وإلا فلا حرج أن يفسح المجال لمن يأنس من نفسه الراحة والانجذاب لتدريس تلك الحلقة ، وأن يبحث هو عما تطمئن إليه نفسه ، ويرتاح له قلبه ، فإن : ( الأرواح جنود مجندة ، ما تعارف منها ائتلف ، وما تناكر منها اختلف ) .
من كتاب الحلقات القرآنية دراسة منهجية شاملة ص 208- 213 .
السبت أبريل 23, 2011 2:49 pm من طرف admin
» رحلة مدرسي الحلقات الى خيلة بقشان
الخميس فبراير 24, 2011 2:03 am من طرف admin
» دعم من جمعية السبيل حلقات جامع الغرف و الرضوان تقيم رحلة إلى مديرية دوعن
الأحد فبراير 13, 2011 2:04 pm من طرف admin
» فضائل سور القرآن الكريم كما حققها العلامة الألباني - رحمه الله -
الأحد فبراير 06, 2011 4:02 am من طرف hkas2011
» (ليحملوا أوزارهم ومن أوزار الذين يضلونهم)
الأحد فبراير 06, 2011 3:57 am من طرف hkas2011
» أين نحن من القرآن!!!
الأحد فبراير 06, 2011 3:53 am من طرف hkas2011
» تأملات تربوية في قصة قارون
الأحد فبراير 06, 2011 3:49 am من طرف hkas2011
» وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ
الأحد فبراير 06, 2011 3:42 am من طرف hkas2011
» يا أمة الأسلام لا تتخذوا القران مهجورا
الأحد فبراير 06, 2011 3:05 am من طرف admin