الإسلام بين إبداعات السابقين وسلبيات اللاحقين
بقلم : خميس النقيب
منذ القدم والعاملون لدين الله ، يعملون فكرهم ،ويبذلون رأيهم ، ويحسنون جهدهم ، يحاولون إرضاء ربهم ، يستمدون منه الهداية ، ويرجون منه المعية " وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ "(العنكبوت69 ) .
إنهم أناس يسيرون على الأرض لكن ارتبطت قلوبهم بخالقها فارتقت حتى بلغت عنان السماء ، وسجدوا لله علي الأرض ولكن ارتفعت جباههم حتى لامست السحب في الفضاء ، فصاروا لا يهابون أحداً من البشر، ولا يركنون إلي قوة من قوي الأرض ، ولا يقفون عند مغنم من مغانم الدنيا ،طريقهم واضح ، و هدفهم واضح، وغايتهم إ رضا الله فقط لا غير ....!!
طالما أن عملهم لا يخالف كتاب الله وسنة رسوله ....لا يضرهم إن أثنى الناس على عملهم أم لا..!!
يود الواحد منهم لو تنشق الأرض وتبتلعه ولا يراه أحد من البشر وهو يعبد الله أو يدعو إليه.
إن منهج الرسول صلى الله عليه وسلم كان يدعم ويشجع الابتكار في أعلى درجاته، وذلك في كل مظاهر إدارته صلى الله عليه وسلم.
ولعل من بين أعظم جوانب شخصيته القيادية العبقرية أنه تمكن ببساطة ويسر من تفجير الطاقات الإبداعية والابتكارية عند صحابته الكرام على اختلاف قدراتهم ومستوياتهم وجعل كلا منهم يعمل عقله وفكره لخدمة الدين الذي آمن به وذلك بأعلى درجات الكفاءة والفعالية الفردية والجماعية .
فقد جعل كلا منهم قائداً متميزا في مجاله، يستشعر أعلى درجات المسئولية، وينغمس في العمل لفكرته بكل كيانه ووجدانه، ويشارك ويبدع ويبادر بتقديم أفكاره ورأيه دون حتى انتظار أن يطلب ذلك منه.
إن الرسول صلى الله عليه وسلم استطاع أن يحقق بهؤلاء الصحابة الكرام أعمالا غير عادية تفوقوا بها على أكثر الدول المحيطة بهم عدة وعتاداً وتنظيماً، وحضارةً كالفرس والروم، وهذا هو ما يعتبر بحق معيار نجاح أي قائد.
* سلمان الفارسي :
ينتمي سلمان الفارسي إلى أصبهان من قرية يقال لها جيّ، وكان والده رئيسها ،مر سلمان بأحداث جسام أسقف يحيله الى أسقف ومن مدينة إلى مدينة وذات يوم مر به ركب رحل معهم الى جزيرة العرب إلا أنهم باعوه الى رجل يهودي أقام عنده يعمل على نخلاته حتى إذا سمعه يتحدث مع رجل عن نبي في مكة هو الآن في قباء، وفي المساء عزم سلمان أمره للذهاب إليه ويقول سلمان دعاني عليه الصلاة والسلام فجلست بين يديه، وحدثته كما أحدثكم الآن، ثم أسلمت، وحال الرقُّ بيني وبين شهود (حضور) بدر وأحد، وذات يوم قال الرسول (كاتب سيدك حتى يعتقك)، فكاتبته، وأمر الرسول (الصحابة كي يعاونوني وحرر الله رقبتي، وعشت حُراً مسلماً، وشهدت مع رسول الله (غزوة الخندق والمشاهد كلها. وكان سلمان هو الذي أشار بحفر الخندق حول المدينة عندما أرادت الأحزاب الهجوم على المدينة، لاستئصال شأفة المسلمين، والقضاء تماما على هذه الدولة الناشئة وهذا الدين الجديد، وكانت أعدادهم من الكثرة بحيث لا يستطيع المسلمون الوقوف أمام جحافلهم ، فجمع النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه للتشاور في الأمر وكانت الفكرة المبتكرة وغير المألوفة عند العرب حينئذٍ من سلمان الفارسي وهي حفر خندق في الجزء الذي يمكن اقتحام المدينة منه وهو بين لا بتين مرتفعتين، وهو ما يدل على مدي انغماس سلمان وانهماكه في التفكير المسئول والقائم على دراسة ومعرفة بجغرافية الموقع وإعمال عقله وفكره لحل المشكلة، وكأنه القائد الأعلى والمسئول الأوحد عن حلها.
وكم كانت فكرة موفقة وصائبة قلبت الموازين، وحولت ضعف المسلمين قوة، وقوة المشركين ضعفا، وشكلت لهم مفاجأة إستراتيجية لم يحسبوا لها حساباً وقلبت خططهم وتدبيرهم رأساً على عقب ووضعتهم في موضع الدفاع بدلاً من الهجوم وأفقدتهم ميزة العدد والعدة التي كانوا يتمتعون بها..
وعندما وصل أهل مكة المدينة، ووجدوا الخندق، قال أبو سفيان: هذه مكيدة ما كانت العرب تكيدها. ووقف الأنصار يومها يقولون: سلمان منا، ووقف المهاجرون يقولون: بل سلمان منا، وعندها ناداهم الرسول قائلاً (سلمان منا آل البيت) .
ومما يحكى عن زهده أنه كان أميراً على المدائن في خلافة الفاروق عمر، وكان عطاؤه من بيت المال خمسة آلاف دينار، لا ينال منه درهماً واحداً، ويتصدق به على الفقراء والمحتاجين ، ويقول أشتري خوصاً بدرهم فأعمله، ثم أبيعه بثلاثة دراهم، فأعيد درهماً فيه، وأنفق درهماً على عيالي، وأتصدق بالثالث ، لقب سلمان الفارسي بسلمان الخير أو الباحث عن الحقيقة، وكان إذا سئل مَنْ أنت؟ قال: أنا ابن الإسلام، من بني آدم، وقد اشتهر بكثرة العبادة، وكثرة مجالسته للنبي فلم يفارقه إلا لحاجة، وكان النبي (يحبه حبّاًً شديداً، وسماه أبو هريرة صاحب الكتابين (يعني الإنجيل والفرقان)، وسمَّاه علي بن أبي طالب لقمان الحكيم، وقد آخى النبي صلي الله عليه وسلم بينه وبين أبي الدر داء، وتوفي في خلافة عثمان بن عفان سنة 35هـ
* نعيم بن مسعود مفرق الأحزاب :
ولم يكن رأي سلمان هو الابتكار الأوحد في المعركة وإنما كان هناك إضافة ربما لا تقل عن الأولى أتت هذه المرة على يد مسلم لم يمض على إسلامه ساعات وهو نعيم بن مسعود الذي جاء إلى رسول الله وقال له: يا رسول الله إني أسملت ولم يعلم قومي بإسلامي فمرني بما شئت ، فكانت العبقرية في القيادة والتصرف الفذ من نعيم.. فوجهه الرسول صلى الله عليه وسلم ألا يعلن إسلامه؛ فهو في المسلمين فرد لن يضيف شيئاً إذا انضم إلى صفوفهم المعلنة، وإنما عليه أن يخذل عنهم، فإنما الحرب خدعة أو كما قال له صلى الله عليه وسلم .. فانطلق نعيم بن مسعود كما هو معروف في السيرة، ووضع خطة متقنة لإفساد العلاقة التحالفية بين اليهود والمشركين وزرع بذور الشك والفرقة بينهم بحيث ينفض عقدهم وحلفهم ويفشل كيدهم وتدبيرهم ويرجع جمعهم دون إلحاق أي أذى بالمسلمين، وكل ذلك بدون استخدام سهم واحد، وإنما من خلال إعمال الفكر واستخدام العقل بأعلى درجات الفعالية والإبداع.
ودبت الشبهة من كلام نعيم في نفوس قريش وغطفان وأصبح اليهود لا يطمئنون إلى قريش وغطفان وقريش لا تطمئن إلى اليهود، وخذل الله بينهم، واختلفت كلمتهم وكانت العاقبة نصر الله لعباده.
* صاحب النقب :
حاصر المسلمون حصنا في إحدى غزواتهم إلا أن هذا الحصن لم يفتح.. فقام قائد جيش المسلمين مسلمة بن عبد الملك مناديا.. من منكم سيدخل النقب وهي فتحة إلقاء الفضلات والقاذورات إلى الخارج فإن كتبت له الشهادة فاز بالجنة وإن كتبت له النجاة ذهب لباب الحصن فيفتحه ويكبر فيدخل جند الإسلام منتصرين بإذن الله .فخرج رجل ملثم وقال أنا من سيدخل النقب ..تقدم الرجل من الحصن ودخل النقب وسمع المسلمون صوت التكبير ورأوا الباب يفتح فدخلوا وفتحوا الحصن.يقف قائد المسلمين وينادي صاحب النقب ليخرج له .. إلا أنه لم يخرج أحد ...فيقف في اليوم التالي وينادي … ولكن أحدا لم يخرج ؟؟ فيقف في اليوم التالي ويقسم على صاحب النقب بأن يأتيه في أي وقت يشاء من ليل أو نهار . وبينما القائد جالسا في خيمته إذ يدخل عليه رجل ملثم فيقول مسلمة : هل أنت صاحب النقب ؟؟ فيرد الرجل :أنا رسول منه وهو يشترط ثلاثة شروط حتى تراه فقال مسلمة:ا هي .. فقال الرجل :أن لا تكافؤه على فعله، وأن لا تميزه عن غيره من الجند، وأن لا ترفع اسمه للخليفة .. فقال مسلمة : له ما طلب.. فأماط الرجل اللثام وقال أنا صاحب النقب.
فكان مسلمة يدعوا بعدها ربي احشرني مع صاحب النقب .
* الحباب وغزوة بدر:
وقد شهدت غزوة بدر قبل الأحزاب الرأي الصائب من الحباب بن المنذر في تغوير الآبار ومنع المشركين عنها، وبقي الماء عند المسلمين يشربون ولا ماء للمشركين فكان لهذا الرأي أثره العظيم في انتصار المؤمنين على الكافرين.
ومن تتبع سيرة الصحابة وجد العجب في تفنن الصحابة في خدمة هذا الدين بكل الوسائل وتسخير كل السبل المتاحة لنشره ونصره .
الأمة في حاجة إلي مبتكرين الآن :
في الزمن الذي نحياه : عقدت المؤتمرات ، وحيكت المؤامرات ، واشتدت الضربات ، للإسلام والمسلمين ، لكن الأمة لازالت تستعصي علي كل ذلك ، طالما وجد فيها عاملين مخلصين ، ، ومجاهدين مبتكرين ، والحاجة إلي أمثال هؤلاء ملحة الآن ، لتحديث الأداء وابتكار الطرق واستخدام الوسائل المستجدة في العلم والتكنولوجيا لإيصال الدين للخلق وإقامة الحجة عليهم
المؤمن يجب أن لا يفقد الأمل في الإبداع :
يجب إن لا ييأس المؤمن لان اليأس شيمة الكافرين ، و طريق المنافقين " إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون" (يوسف/87) إن اليأس قاهر للرجال ،محطم للأجيال ،مضيع للأعمال،مدمر للآمال ،أما الأمل فهو قوة دافعة تشرح الصدور ،وتشرق الوجوه ، وتبعث النشاط في الأرواح،تدفع الكسول إلي الجد، وتدفع المجد إلي المداومة علي جده ،إن الذي يدفع الزارع إلي العمل والنشاط أملة في الحصاد ،والذي يغري التاجر بالأسفار والمخاطر أملة في الربح ،والذي يدفع الطالب إلى الجد والمصابرة أملة في النجاح ،والذي يحفز الجندي إلي المرابطة الاستبسال أملة في النصر ،والذي يهون علي الشعب المستعبد تكاليف الجهاد أملة في التحرر ،والذي يحبب إلى المريض الدواء المر أملة في الشفاء ،والذي يدعوا المؤمن أن يخالف هواة ويطيع ربة أملة في رضوانه وجنته ، كذلك الذي يريد أن يبدع لدينه ، ويبتكر لدعوته ، ويفكر مليا في الطريق إلي ربه ، أن يتسلح بالصبر والأمل ، فالأمل هو إكسير الحياة ،وباعث نشاطها ،ومخفف ويلاتها ،وصانع البهجة والسرور فيها ،انه شيء حلو المذاق ،جميل المحيى ،عالي القيمة ،إن المؤمن أوسع الناس أملا واصفاهم نفسا وأطهرهم قلبا وأرحبهم صدرا،وأكثرهم تفاؤلا واستبشارا ،لأنه يؤمن بان هناك قوة تدبر هذا الكون لا يخفى عليها شيء ولا تعجز هي عن شيء ،قوة دافعة غير محدودة وغير محصورة وغير متناهية ،إنها قوة الله ،انه يؤمن بان الله قاهر غالب، قدير رحيم ،يحي يميت ،يغني ويفقر ،يعطي ويمنع ،يعز ويذل ، " قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتزل من تشاء بيدك الخير إنك علي كل شيء قدير " آل عمران فالأمل لابد منه لدعم الرسالات ،وإقامة النهضات ،ونجاح البطولات وإذا فقد المبدع أمله فقد دخل المعركة بلا سلاح يقاتل به ،بل بلا يد تمسك بالسلاح ،فأني يرتجي له انتصار ؟ أو يأتي إليه فلاح ،أما إذا إستصحب الأمل فإن الصعب سيهون ،والضر سينكشف ،والبعيد سيدنو فالأيام تقرب البعيد والزمن جزء من العلاج .
* تحطيم خط بارليف :
في حرب العـــاشر من رمضان 1393 هجرية السادس من أكتوبر1973ميلادية
، كان الساتر الترابي-الذي صنعه اليهود يمتد من بورسعيد شمالا إلى السويس جنوبا بطول حوالي 160 كيلومتراً.
يقول اللواء باقي ذكي في حديثه مع أخبار مصر: كنا نشاهد الإسرائيليين يقيمون"خنادق" ونقاط قوية ، وكان الساتر الترابي-خط بارليف- يعلو يوما بعد يوم –وهو مكون من كثبان رملية طبيعية تكونت من ناتج حفر قناة السويس-، ووضعت رمل الحفر على الضفة الشرقية من القناة حيث الناحية الغربية أراضي زراعية. أوصلوا الكثبان الرملية الطبيعية مع ناتج حفر قناة السويس ويقربهم من القناة حتى أصبحت درجة ميل الساتر الترابي مع قاع القناة (80 درجة) ، واقترب أن يكون زاوية قائمة حتى يصعب الصعود عليه أو انهياره ، و أصبح ارتفاع الساتر ما يقرب من 20 متراً.
قدم اللواء باقي زكي فكرته لتحطيم هذا الساتر الترابي ويقول لقائد الفرقة:باستخدام الطلمبات ذات الضغط العالي، التي توضع على زوارق خفيفة ، نقوم بسحب المياه من القناة ثم تضخ بقوة اندفاع عالي باستخدام "الباش بور"على الساتر الترابي الموجود أمامنا مباشرة والمجاور للقناة، حيث قوة دفع المياه تضغط على الرمال وتنزلها بوزنها الذاتي إلى حافة القناة.
ويستمر في شرحه للفكرة التي تعد غير تقليدية وجميع الحاضرين في صمت ودهشة قائلا: خلال عملي في السد العالي عام 1963 نقلنا حوالي (10 ملايين متر مكعب) بالتجريف، ونجحت الفكرة وتم تحطيم خط بارليف وانتصر الجيش .
* هذا رجل ليس بعالم ولا طالب : علم لكنه حامل هم الإسلام فكر في طريقة يخدم بها دينه فهداه عقله أن ملأ سيارته بكتب العلم من لغات عدة ثم كتب على سيارته أيضا بلغات عدة من أراد أن يقرأ عن الإسلام فليوقفني، فإذا أوقفه إنسان سأله عن لغته ثم أعطاه كتابا أو كتبا مما في السيارة بهذه اللغة فأسلم على يديه أناس لا يعرف عددهم كما أنه لا يحسن لغتهم.
* وهذا أحد شباب الإسلام : أتقن القراءة في النصرانية حتى تمكن منها، ثم استحدث غرفة للتواصل عبر الإنترنت يجيب فيها على شبهات النصارى ويحاورهم حول دينهم بالحكمة والموعظة الحسنة ويعرفهم بمزايا الإسلام وسلامة معتقداته ،، فأخبر أنه أسلم على يديه بهذه الطريقة أكثر من خمسمائة شخص.( مجلة الأسرة ) .
* وهذا رجل تركي مسلم : كان متوسط الحال و كان كلما اشتهي شيء وذهب ليشتريه قال عندما يصل عنده ( كأنني أكلت ) وعاد دون أن يشتري هذا الشيء ثم يضع ثمنه في صندوق ، وهكذا كلما أراد أن يشتري شيء ليأكله قال كأنني أكلت ثم يضع ثمنه في الصندوق ، حتى امتلأ الصندوق ، وحصل له مالا كثيرا ، استطاع أن يبني به مسجدا في ضاحية من ضواحي اسطنبول، أطلق عليه رواده ( كأنني أكلت ) فسمي مسجد (كأنني أكلت ) .
* وهذا رجل في بلاد الغرب : حجز المقعد الأول في إحدى خطوط المواصلات ودفع أجرته لمدة سنة، ثم كتب على هذا الكرسي إعلانا صغيرا مفاده "إذا أردت أن تعرف شيئا عن الإسلام فما عليك إلا أن تتصل بهذا الرقم .. وكتب رقمه"، فكان بعد ذلك يتصل به الناس فيجيبهم ويعرفهم بالإسلام.
دعوة للإبداع :
أخي القاري الحبيب : أجيال سابقة قدمت للإسلام وأبدعت ...!! وأجيال لاحقة التفت عل نفسها ،وعاشت السلبية بكل أبعادها ..!! وتركت العلل والأوبئة الفتاكة تنخر في جسدها ..!! إلا ما رحم ربي ..! صحيح الأمة تضرب كل يوم بل كل ساعة لكنها لا زالت حية ، ولو ماتت ما ضربت..!! ،لكن أين رجال الأمة ؟! أين المبدعين ؟! وأين المبتكرين ؟!أغلقت في وجوههم الأبواب ، وسدت أمامهم الطرقات فتحولوا إلي طيور مهاجرة ...! عذر اخطر من ذنب ...!! وان يكن ذلك فليبدعوا لدينهم من هناك ..! فكل ارض يرفع فيها الأذان هي ارض الإسلام ..!! وكل شعب ينطق الشهادتين هو من جمهور المسلمين ، صاحب النقب لم يولد عند النقب لكنه فتحه ، وأبو أيوب الأنصاري لم يولد عند سور القسطنطينية لكنه تسلقه ودفن بجواره ،وعمرو بن العاص لم يولد في مصر لكنه فتحها ..!! وغيرهم كثيرون هاجروا لكنهم أبدعوا ففتحوا البلاد لدين الله وطوعوا العباد لأمر الله ، كان ذلك بالإبداع ..! بالحب ..! بالقران ..! بالحكمة والموعظة الحسنة ..! أما غيرهم من اللاحقين فقدوا الإبداع في السفر والمقام ، لماذا ؟!! فقدوا الحب لدين الله فسلبت منهم الحكمة ، خلعوا ربقة الإسلام من أعناقهم ،عندهم القران لكنهم" اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُوراً "(الفرقان30)..!! عندهم السنة لكنهم أهملوا الواجبات فضلا عن إضاعة النوافل ، فعملوا لأنفسهم لا لربهم ، ولمصالحهم لا لمصلحة دينهم ولأشخاصهم لا لإخوانهم فأصبح هذا حالهم إلا ما رحم الله ...!!
القارئ الحبيب : إذا كان المبدعين من السابقين قد قدموا لدينهم ماذا قدمت أنت ؟!! إذا كانوا قد وضعوا لبنات لهذه الأمة فماذا وضعت أنت ؟! إذا كان هؤلاء قد سدوا ثغرات دفاعا عن هذه الأمة فهل أنت علي ثغر من ثغور الإسلام - الكثيرة الآن - ؟!، وإذا كنت علي ثغر كيف أنت منه ؟! إذا كان هؤلاء عاشوا حياتهم من اجل الإسلام، يفكرون ، ويبتكرون ،ويبذلون ، هل فكرنا لديننا ؟! هل ابتكرنا لإسلامنا ؟! هل بذلنا ليوم لقاء ربنا ؟! إذا جاهدنا وأحسنا فان الله سيمنحنا الدليل و سيهدينا السبيل " وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ "(العنكبوت69 ) . وإذا ارتقينا إلي مرتبة التقي في تفكيرنا وابتكارنا وبذلنا فان الله سيمنحنا معيته وما أعظمها " إِنَّ اللّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَواْ وَّالَّذِينَ هُم مُّحْسِنُونَ "(النحل128)
اللهم شرفنا بالعمل لدينك ، ووفقنا للجهاد في سبيلك ، امنحنا التقوى وأهدنا السبيل وارزقنا معيتك ، اللهم ارزقنا الإخلاص في القول والعمل ،ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ،وصلي اللهم علي سيدنا محمد وعلي أهله وصحبه وسلم ،والحمد لله رب العالمين
بقلم : خميس النقيب
منذ القدم والعاملون لدين الله ، يعملون فكرهم ،ويبذلون رأيهم ، ويحسنون جهدهم ، يحاولون إرضاء ربهم ، يستمدون منه الهداية ، ويرجون منه المعية " وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ "(العنكبوت69 ) .
إنهم أناس يسيرون على الأرض لكن ارتبطت قلوبهم بخالقها فارتقت حتى بلغت عنان السماء ، وسجدوا لله علي الأرض ولكن ارتفعت جباههم حتى لامست السحب في الفضاء ، فصاروا لا يهابون أحداً من البشر، ولا يركنون إلي قوة من قوي الأرض ، ولا يقفون عند مغنم من مغانم الدنيا ،طريقهم واضح ، و هدفهم واضح، وغايتهم إ رضا الله فقط لا غير ....!!
طالما أن عملهم لا يخالف كتاب الله وسنة رسوله ....لا يضرهم إن أثنى الناس على عملهم أم لا..!!
يود الواحد منهم لو تنشق الأرض وتبتلعه ولا يراه أحد من البشر وهو يعبد الله أو يدعو إليه.
إن منهج الرسول صلى الله عليه وسلم كان يدعم ويشجع الابتكار في أعلى درجاته، وذلك في كل مظاهر إدارته صلى الله عليه وسلم.
ولعل من بين أعظم جوانب شخصيته القيادية العبقرية أنه تمكن ببساطة ويسر من تفجير الطاقات الإبداعية والابتكارية عند صحابته الكرام على اختلاف قدراتهم ومستوياتهم وجعل كلا منهم يعمل عقله وفكره لخدمة الدين الذي آمن به وذلك بأعلى درجات الكفاءة والفعالية الفردية والجماعية .
فقد جعل كلا منهم قائداً متميزا في مجاله، يستشعر أعلى درجات المسئولية، وينغمس في العمل لفكرته بكل كيانه ووجدانه، ويشارك ويبدع ويبادر بتقديم أفكاره ورأيه دون حتى انتظار أن يطلب ذلك منه.
إن الرسول صلى الله عليه وسلم استطاع أن يحقق بهؤلاء الصحابة الكرام أعمالا غير عادية تفوقوا بها على أكثر الدول المحيطة بهم عدة وعتاداً وتنظيماً، وحضارةً كالفرس والروم، وهذا هو ما يعتبر بحق معيار نجاح أي قائد.
* سلمان الفارسي :
ينتمي سلمان الفارسي إلى أصبهان من قرية يقال لها جيّ، وكان والده رئيسها ،مر سلمان بأحداث جسام أسقف يحيله الى أسقف ومن مدينة إلى مدينة وذات يوم مر به ركب رحل معهم الى جزيرة العرب إلا أنهم باعوه الى رجل يهودي أقام عنده يعمل على نخلاته حتى إذا سمعه يتحدث مع رجل عن نبي في مكة هو الآن في قباء، وفي المساء عزم سلمان أمره للذهاب إليه ويقول سلمان دعاني عليه الصلاة والسلام فجلست بين يديه، وحدثته كما أحدثكم الآن، ثم أسلمت، وحال الرقُّ بيني وبين شهود (حضور) بدر وأحد، وذات يوم قال الرسول (كاتب سيدك حتى يعتقك)، فكاتبته، وأمر الرسول (الصحابة كي يعاونوني وحرر الله رقبتي، وعشت حُراً مسلماً، وشهدت مع رسول الله (غزوة الخندق والمشاهد كلها. وكان سلمان هو الذي أشار بحفر الخندق حول المدينة عندما أرادت الأحزاب الهجوم على المدينة، لاستئصال شأفة المسلمين، والقضاء تماما على هذه الدولة الناشئة وهذا الدين الجديد، وكانت أعدادهم من الكثرة بحيث لا يستطيع المسلمون الوقوف أمام جحافلهم ، فجمع النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه للتشاور في الأمر وكانت الفكرة المبتكرة وغير المألوفة عند العرب حينئذٍ من سلمان الفارسي وهي حفر خندق في الجزء الذي يمكن اقتحام المدينة منه وهو بين لا بتين مرتفعتين، وهو ما يدل على مدي انغماس سلمان وانهماكه في التفكير المسئول والقائم على دراسة ومعرفة بجغرافية الموقع وإعمال عقله وفكره لحل المشكلة، وكأنه القائد الأعلى والمسئول الأوحد عن حلها.
وكم كانت فكرة موفقة وصائبة قلبت الموازين، وحولت ضعف المسلمين قوة، وقوة المشركين ضعفا، وشكلت لهم مفاجأة إستراتيجية لم يحسبوا لها حساباً وقلبت خططهم وتدبيرهم رأساً على عقب ووضعتهم في موضع الدفاع بدلاً من الهجوم وأفقدتهم ميزة العدد والعدة التي كانوا يتمتعون بها..
وعندما وصل أهل مكة المدينة، ووجدوا الخندق، قال أبو سفيان: هذه مكيدة ما كانت العرب تكيدها. ووقف الأنصار يومها يقولون: سلمان منا، ووقف المهاجرون يقولون: بل سلمان منا، وعندها ناداهم الرسول قائلاً (سلمان منا آل البيت) .
ومما يحكى عن زهده أنه كان أميراً على المدائن في خلافة الفاروق عمر، وكان عطاؤه من بيت المال خمسة آلاف دينار، لا ينال منه درهماً واحداً، ويتصدق به على الفقراء والمحتاجين ، ويقول أشتري خوصاً بدرهم فأعمله، ثم أبيعه بثلاثة دراهم، فأعيد درهماً فيه، وأنفق درهماً على عيالي، وأتصدق بالثالث ، لقب سلمان الفارسي بسلمان الخير أو الباحث عن الحقيقة، وكان إذا سئل مَنْ أنت؟ قال: أنا ابن الإسلام، من بني آدم، وقد اشتهر بكثرة العبادة، وكثرة مجالسته للنبي فلم يفارقه إلا لحاجة، وكان النبي (يحبه حبّاًً شديداً، وسماه أبو هريرة صاحب الكتابين (يعني الإنجيل والفرقان)، وسمَّاه علي بن أبي طالب لقمان الحكيم، وقد آخى النبي صلي الله عليه وسلم بينه وبين أبي الدر داء، وتوفي في خلافة عثمان بن عفان سنة 35هـ
* نعيم بن مسعود مفرق الأحزاب :
ولم يكن رأي سلمان هو الابتكار الأوحد في المعركة وإنما كان هناك إضافة ربما لا تقل عن الأولى أتت هذه المرة على يد مسلم لم يمض على إسلامه ساعات وهو نعيم بن مسعود الذي جاء إلى رسول الله وقال له: يا رسول الله إني أسملت ولم يعلم قومي بإسلامي فمرني بما شئت ، فكانت العبقرية في القيادة والتصرف الفذ من نعيم.. فوجهه الرسول صلى الله عليه وسلم ألا يعلن إسلامه؛ فهو في المسلمين فرد لن يضيف شيئاً إذا انضم إلى صفوفهم المعلنة، وإنما عليه أن يخذل عنهم، فإنما الحرب خدعة أو كما قال له صلى الله عليه وسلم .. فانطلق نعيم بن مسعود كما هو معروف في السيرة، ووضع خطة متقنة لإفساد العلاقة التحالفية بين اليهود والمشركين وزرع بذور الشك والفرقة بينهم بحيث ينفض عقدهم وحلفهم ويفشل كيدهم وتدبيرهم ويرجع جمعهم دون إلحاق أي أذى بالمسلمين، وكل ذلك بدون استخدام سهم واحد، وإنما من خلال إعمال الفكر واستخدام العقل بأعلى درجات الفعالية والإبداع.
ودبت الشبهة من كلام نعيم في نفوس قريش وغطفان وأصبح اليهود لا يطمئنون إلى قريش وغطفان وقريش لا تطمئن إلى اليهود، وخذل الله بينهم، واختلفت كلمتهم وكانت العاقبة نصر الله لعباده.
* صاحب النقب :
حاصر المسلمون حصنا في إحدى غزواتهم إلا أن هذا الحصن لم يفتح.. فقام قائد جيش المسلمين مسلمة بن عبد الملك مناديا.. من منكم سيدخل النقب وهي فتحة إلقاء الفضلات والقاذورات إلى الخارج فإن كتبت له الشهادة فاز بالجنة وإن كتبت له النجاة ذهب لباب الحصن فيفتحه ويكبر فيدخل جند الإسلام منتصرين بإذن الله .فخرج رجل ملثم وقال أنا من سيدخل النقب ..تقدم الرجل من الحصن ودخل النقب وسمع المسلمون صوت التكبير ورأوا الباب يفتح فدخلوا وفتحوا الحصن.يقف قائد المسلمين وينادي صاحب النقب ليخرج له .. إلا أنه لم يخرج أحد ...فيقف في اليوم التالي وينادي … ولكن أحدا لم يخرج ؟؟ فيقف في اليوم التالي ويقسم على صاحب النقب بأن يأتيه في أي وقت يشاء من ليل أو نهار . وبينما القائد جالسا في خيمته إذ يدخل عليه رجل ملثم فيقول مسلمة : هل أنت صاحب النقب ؟؟ فيرد الرجل :أنا رسول منه وهو يشترط ثلاثة شروط حتى تراه فقال مسلمة:ا هي .. فقال الرجل :أن لا تكافؤه على فعله، وأن لا تميزه عن غيره من الجند، وأن لا ترفع اسمه للخليفة .. فقال مسلمة : له ما طلب.. فأماط الرجل اللثام وقال أنا صاحب النقب.
فكان مسلمة يدعوا بعدها ربي احشرني مع صاحب النقب .
* الحباب وغزوة بدر:
وقد شهدت غزوة بدر قبل الأحزاب الرأي الصائب من الحباب بن المنذر في تغوير الآبار ومنع المشركين عنها، وبقي الماء عند المسلمين يشربون ولا ماء للمشركين فكان لهذا الرأي أثره العظيم في انتصار المؤمنين على الكافرين.
ومن تتبع سيرة الصحابة وجد العجب في تفنن الصحابة في خدمة هذا الدين بكل الوسائل وتسخير كل السبل المتاحة لنشره ونصره .
الأمة في حاجة إلي مبتكرين الآن :
في الزمن الذي نحياه : عقدت المؤتمرات ، وحيكت المؤامرات ، واشتدت الضربات ، للإسلام والمسلمين ، لكن الأمة لازالت تستعصي علي كل ذلك ، طالما وجد فيها عاملين مخلصين ، ، ومجاهدين مبتكرين ، والحاجة إلي أمثال هؤلاء ملحة الآن ، لتحديث الأداء وابتكار الطرق واستخدام الوسائل المستجدة في العلم والتكنولوجيا لإيصال الدين للخلق وإقامة الحجة عليهم
المؤمن يجب أن لا يفقد الأمل في الإبداع :
يجب إن لا ييأس المؤمن لان اليأس شيمة الكافرين ، و طريق المنافقين " إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون" (يوسف/87) إن اليأس قاهر للرجال ،محطم للأجيال ،مضيع للأعمال،مدمر للآمال ،أما الأمل فهو قوة دافعة تشرح الصدور ،وتشرق الوجوه ، وتبعث النشاط في الأرواح،تدفع الكسول إلي الجد، وتدفع المجد إلي المداومة علي جده ،إن الذي يدفع الزارع إلي العمل والنشاط أملة في الحصاد ،والذي يغري التاجر بالأسفار والمخاطر أملة في الربح ،والذي يدفع الطالب إلى الجد والمصابرة أملة في النجاح ،والذي يحفز الجندي إلي المرابطة الاستبسال أملة في النصر ،والذي يهون علي الشعب المستعبد تكاليف الجهاد أملة في التحرر ،والذي يحبب إلى المريض الدواء المر أملة في الشفاء ،والذي يدعوا المؤمن أن يخالف هواة ويطيع ربة أملة في رضوانه وجنته ، كذلك الذي يريد أن يبدع لدينه ، ويبتكر لدعوته ، ويفكر مليا في الطريق إلي ربه ، أن يتسلح بالصبر والأمل ، فالأمل هو إكسير الحياة ،وباعث نشاطها ،ومخفف ويلاتها ،وصانع البهجة والسرور فيها ،انه شيء حلو المذاق ،جميل المحيى ،عالي القيمة ،إن المؤمن أوسع الناس أملا واصفاهم نفسا وأطهرهم قلبا وأرحبهم صدرا،وأكثرهم تفاؤلا واستبشارا ،لأنه يؤمن بان هناك قوة تدبر هذا الكون لا يخفى عليها شيء ولا تعجز هي عن شيء ،قوة دافعة غير محدودة وغير محصورة وغير متناهية ،إنها قوة الله ،انه يؤمن بان الله قاهر غالب، قدير رحيم ،يحي يميت ،يغني ويفقر ،يعطي ويمنع ،يعز ويذل ، " قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتزل من تشاء بيدك الخير إنك علي كل شيء قدير " آل عمران فالأمل لابد منه لدعم الرسالات ،وإقامة النهضات ،ونجاح البطولات وإذا فقد المبدع أمله فقد دخل المعركة بلا سلاح يقاتل به ،بل بلا يد تمسك بالسلاح ،فأني يرتجي له انتصار ؟ أو يأتي إليه فلاح ،أما إذا إستصحب الأمل فإن الصعب سيهون ،والضر سينكشف ،والبعيد سيدنو فالأيام تقرب البعيد والزمن جزء من العلاج .
* تحطيم خط بارليف :
في حرب العـــاشر من رمضان 1393 هجرية السادس من أكتوبر1973ميلادية
، كان الساتر الترابي-الذي صنعه اليهود يمتد من بورسعيد شمالا إلى السويس جنوبا بطول حوالي 160 كيلومتراً.
يقول اللواء باقي ذكي في حديثه مع أخبار مصر: كنا نشاهد الإسرائيليين يقيمون"خنادق" ونقاط قوية ، وكان الساتر الترابي-خط بارليف- يعلو يوما بعد يوم –وهو مكون من كثبان رملية طبيعية تكونت من ناتج حفر قناة السويس-، ووضعت رمل الحفر على الضفة الشرقية من القناة حيث الناحية الغربية أراضي زراعية. أوصلوا الكثبان الرملية الطبيعية مع ناتج حفر قناة السويس ويقربهم من القناة حتى أصبحت درجة ميل الساتر الترابي مع قاع القناة (80 درجة) ، واقترب أن يكون زاوية قائمة حتى يصعب الصعود عليه أو انهياره ، و أصبح ارتفاع الساتر ما يقرب من 20 متراً.
قدم اللواء باقي زكي فكرته لتحطيم هذا الساتر الترابي ويقول لقائد الفرقة:باستخدام الطلمبات ذات الضغط العالي، التي توضع على زوارق خفيفة ، نقوم بسحب المياه من القناة ثم تضخ بقوة اندفاع عالي باستخدام "الباش بور"على الساتر الترابي الموجود أمامنا مباشرة والمجاور للقناة، حيث قوة دفع المياه تضغط على الرمال وتنزلها بوزنها الذاتي إلى حافة القناة.
ويستمر في شرحه للفكرة التي تعد غير تقليدية وجميع الحاضرين في صمت ودهشة قائلا: خلال عملي في السد العالي عام 1963 نقلنا حوالي (10 ملايين متر مكعب) بالتجريف، ونجحت الفكرة وتم تحطيم خط بارليف وانتصر الجيش .
* هذا رجل ليس بعالم ولا طالب : علم لكنه حامل هم الإسلام فكر في طريقة يخدم بها دينه فهداه عقله أن ملأ سيارته بكتب العلم من لغات عدة ثم كتب على سيارته أيضا بلغات عدة من أراد أن يقرأ عن الإسلام فليوقفني، فإذا أوقفه إنسان سأله عن لغته ثم أعطاه كتابا أو كتبا مما في السيارة بهذه اللغة فأسلم على يديه أناس لا يعرف عددهم كما أنه لا يحسن لغتهم.
* وهذا أحد شباب الإسلام : أتقن القراءة في النصرانية حتى تمكن منها، ثم استحدث غرفة للتواصل عبر الإنترنت يجيب فيها على شبهات النصارى ويحاورهم حول دينهم بالحكمة والموعظة الحسنة ويعرفهم بمزايا الإسلام وسلامة معتقداته ،، فأخبر أنه أسلم على يديه بهذه الطريقة أكثر من خمسمائة شخص.( مجلة الأسرة ) .
* وهذا رجل تركي مسلم : كان متوسط الحال و كان كلما اشتهي شيء وذهب ليشتريه قال عندما يصل عنده ( كأنني أكلت ) وعاد دون أن يشتري هذا الشيء ثم يضع ثمنه في صندوق ، وهكذا كلما أراد أن يشتري شيء ليأكله قال كأنني أكلت ثم يضع ثمنه في الصندوق ، حتى امتلأ الصندوق ، وحصل له مالا كثيرا ، استطاع أن يبني به مسجدا في ضاحية من ضواحي اسطنبول، أطلق عليه رواده ( كأنني أكلت ) فسمي مسجد (كأنني أكلت ) .
* وهذا رجل في بلاد الغرب : حجز المقعد الأول في إحدى خطوط المواصلات ودفع أجرته لمدة سنة، ثم كتب على هذا الكرسي إعلانا صغيرا مفاده "إذا أردت أن تعرف شيئا عن الإسلام فما عليك إلا أن تتصل بهذا الرقم .. وكتب رقمه"، فكان بعد ذلك يتصل به الناس فيجيبهم ويعرفهم بالإسلام.
دعوة للإبداع :
أخي القاري الحبيب : أجيال سابقة قدمت للإسلام وأبدعت ...!! وأجيال لاحقة التفت عل نفسها ،وعاشت السلبية بكل أبعادها ..!! وتركت العلل والأوبئة الفتاكة تنخر في جسدها ..!! إلا ما رحم ربي ..! صحيح الأمة تضرب كل يوم بل كل ساعة لكنها لا زالت حية ، ولو ماتت ما ضربت..!! ،لكن أين رجال الأمة ؟! أين المبدعين ؟! وأين المبتكرين ؟!أغلقت في وجوههم الأبواب ، وسدت أمامهم الطرقات فتحولوا إلي طيور مهاجرة ...! عذر اخطر من ذنب ...!! وان يكن ذلك فليبدعوا لدينهم من هناك ..! فكل ارض يرفع فيها الأذان هي ارض الإسلام ..!! وكل شعب ينطق الشهادتين هو من جمهور المسلمين ، صاحب النقب لم يولد عند النقب لكنه فتحه ، وأبو أيوب الأنصاري لم يولد عند سور القسطنطينية لكنه تسلقه ودفن بجواره ،وعمرو بن العاص لم يولد في مصر لكنه فتحها ..!! وغيرهم كثيرون هاجروا لكنهم أبدعوا ففتحوا البلاد لدين الله وطوعوا العباد لأمر الله ، كان ذلك بالإبداع ..! بالحب ..! بالقران ..! بالحكمة والموعظة الحسنة ..! أما غيرهم من اللاحقين فقدوا الإبداع في السفر والمقام ، لماذا ؟!! فقدوا الحب لدين الله فسلبت منهم الحكمة ، خلعوا ربقة الإسلام من أعناقهم ،عندهم القران لكنهم" اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُوراً "(الفرقان30)..!! عندهم السنة لكنهم أهملوا الواجبات فضلا عن إضاعة النوافل ، فعملوا لأنفسهم لا لربهم ، ولمصالحهم لا لمصلحة دينهم ولأشخاصهم لا لإخوانهم فأصبح هذا حالهم إلا ما رحم الله ...!!
القارئ الحبيب : إذا كان المبدعين من السابقين قد قدموا لدينهم ماذا قدمت أنت ؟!! إذا كانوا قد وضعوا لبنات لهذه الأمة فماذا وضعت أنت ؟! إذا كان هؤلاء قد سدوا ثغرات دفاعا عن هذه الأمة فهل أنت علي ثغر من ثغور الإسلام - الكثيرة الآن - ؟!، وإذا كنت علي ثغر كيف أنت منه ؟! إذا كان هؤلاء عاشوا حياتهم من اجل الإسلام، يفكرون ، ويبتكرون ،ويبذلون ، هل فكرنا لديننا ؟! هل ابتكرنا لإسلامنا ؟! هل بذلنا ليوم لقاء ربنا ؟! إذا جاهدنا وأحسنا فان الله سيمنحنا الدليل و سيهدينا السبيل " وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ "(العنكبوت69 ) . وإذا ارتقينا إلي مرتبة التقي في تفكيرنا وابتكارنا وبذلنا فان الله سيمنحنا معيته وما أعظمها " إِنَّ اللّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَواْ وَّالَّذِينَ هُم مُّحْسِنُونَ "(النحل128)
اللهم شرفنا بالعمل لدينك ، ووفقنا للجهاد في سبيلك ، امنحنا التقوى وأهدنا السبيل وارزقنا معيتك ، اللهم ارزقنا الإخلاص في القول والعمل ،ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ،وصلي اللهم علي سيدنا محمد وعلي أهله وصحبه وسلم ،والحمد لله رب العالمين
السبت أبريل 23, 2011 2:49 pm من طرف admin
» رحلة مدرسي الحلقات الى خيلة بقشان
الخميس فبراير 24, 2011 2:03 am من طرف admin
» دعم من جمعية السبيل حلقات جامع الغرف و الرضوان تقيم رحلة إلى مديرية دوعن
الأحد فبراير 13, 2011 2:04 pm من طرف admin
» فضائل سور القرآن الكريم كما حققها العلامة الألباني - رحمه الله -
الأحد فبراير 06, 2011 4:02 am من طرف hkas2011
» (ليحملوا أوزارهم ومن أوزار الذين يضلونهم)
الأحد فبراير 06, 2011 3:57 am من طرف hkas2011
» أين نحن من القرآن!!!
الأحد فبراير 06, 2011 3:53 am من طرف hkas2011
» تأملات تربوية في قصة قارون
الأحد فبراير 06, 2011 3:49 am من طرف hkas2011
» وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ
الأحد فبراير 06, 2011 3:42 am من طرف hkas2011
» يا أمة الأسلام لا تتخذوا القران مهجورا
الأحد فبراير 06, 2011 3:05 am من طرف admin