الرئيسية
أهم مشكلات الحلقات القرآنية وعلاجها
إعداد : ليث بن محمد بن يوسف الرديني
المشرف على الحلقات القرآنية لمؤسسة القرآن الكريم والسنة بالشارقة
تقديم فضيلة الشيخ
الدكتور / محمد عصام مفلح القضاة
تقديم
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيد المرسلين وآله وصحبه أجمعين أما بعد :
فقد اطلعت على المذكرة التي أعدها الأخ الفاضل الشيخ ليث الرديني مخاطباً بها إخوانه وأخواته من المعلمين والمعلمات في حلقات تعليم القرآن الكريم ، فوجدت فيها النفع والفائدة لمن يريد ، فلقد وضع يده على أهم المشكلات التي قد تواجه المدرسين ، وكيفية علاجها ، وكل ذلك بأسلوب تربوي ناجح ، ناشيء عن خبرة في هذا المجال ، فنسأل الله تعالى له التوفيق والخير، وأن ينفع الله بها كل من يطلع عليها من الطلبة والمدرسين والمدرسات ، والله ولي التوفيق ، وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
د . محمد عصام مفلح القضاة
15/ذو القعدة/ 1430هـ
كلية الشريعة / جامعة الشارقة
بسم الله الرحمن الرحيم
إنَّ الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أنَّ محمداً عبده ورسوله .
أما بعد :
فهذه بعض المعوقات التي تواجه المعلمين والمعلمات في الحلقات القرآنية والتي تحول دون نجاح الحلقات القرآنية مع وضع الحلول لها وبشكل مختصر سائلاً المولى - عز وجل - أن يوفقنا لما فيه الخير والصواب وأن يرزقنا العلم النافع والعمل الصالح إنه على كل شيء قدير .
قبل أن أشرع في ذكر المشكلات أحببت أن أذكر نفسي وإخواني من المعلمين والمعلمات بالإخلاص فهو حقيقة الدين ومفتاح دعوة المرسلين ، وهو عامل مهم في نجاح العمل
و قبوله عند الله ـ سبحانه وتعالى ـ قال تعالى:[ .... فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملاً صالحاً ولا يشرك بعبادة ربه أحداً ] ، وقال تعالى : [ ...... ليبلوكم أيكم أحسن عملاً ] . قال فضيل ابن عياض : "أي أخلصه وأصوبه . قال : إن العمل إذا كان خالصا ولم يكن صوابا لم يقبل ، وإذا كان صواباً ولم يكن خالصا لم يقبل حتى يكون خالصا صواباً والخالص : إذا كان لله ، والصواب : إذا كان على السنة " ، وقال الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) : ((من تعلم علماً مما يُبْتَغَى به وجه الله ـ عز وجل ـ لا يتعلمه إلا ليصيب به عرضاً من الدنيا لم يجد عرف الجنة يوم القيامة (يعني ريحها))) . والأحاديث في هذا الباب كثيرة جداً ، فلا بد من أن نضع الإخلاص نصب أعيننا في كل عمل فكيف إذا كان العمل في حلقات القرآن الكريم ؟!!
المشكلات وعلاجها
المشكلة الأولى :
البداية غير الصحيحة مع الحلقة
في البداية عند استلام المعلم الجديد للحلقة يبدأ بالتحفيظ مباشرة دون أن يتحاور مع الطلاب أو يعلمهم شيئاً عن أهمية هذه الحلقة القرآنية وهذا خطأ ، والصحيح أنه يخصص وقتاً لتعليمهم الآداب ، وتلقينهم بعض الأمور المهمة قبل التحفيظ ، من ذلك :
• من هو المعلم ؟
• وما هو واجب الطلاب تجاهه ؟
• وما هو المسجد وما هي قدسيته ؟
• وما هو هذا الكتاب الذي بين أيدينا وكيف نتعامل معه ؟
• وما معنى خيركم من تعلم القرآن وعلمه ؟
وغير ذلك من الأمور ، ويا حبذا لو أرشدهم إلى بعض الكتب التي تتعلق بهذا الشأن مثل كتاب ( التبيان في آداب حملة القرآن )للإمام النووي – رحمه الله – فهو كتاب يحوي ما يجب على حامل القرآن الكريم من آداب، وأوصاف حفظته، وطلبته، وفضل تلاوته، وما أعد الله لأهل القرآن من إكرام ..وغير ذلك .
فهذه الأسئلة والإرشادات وغيرها يطرحها عليهم ويكررها ما بين يوم ويوم ، فتكرار الأمور الإيجابية مهم جداً ومفيد . ومن الممكن أن يكرر المعلم على الطلاب مفهوم الورد اليومي ، ومن خلال ذلك يمكن للمعلم أن يعرف الطلاب الذين يتفاعلون مع هذا النوع من الكلام .
المشكلة الثانية :
ضعف شخصية المعلم ( عدم أهلية المعلم )
في البداية لابد أن نفهم معنى قوة الشخصية فهماً جيداً صحيحاً ، فقوة الشخصية تأتي من خلال عوامل عديدة منها :
1- كلام المعلم مع طلابه ، ( إمكانية تنفيذ أوامر المعلم من قبل الطالب ) وممكن هنا أن يختبر المعلم الطالب في بعض الأوامر التي يصدرها له. مثلا يقول للطالب : (هذا مكانك تجلس هنا وتأخذ المصحف من هنا وترجعه إلى نفس المكان وبعد أن تنتهي تستأذن ثم تخرج ......إلخ ). فإذا طبق الطالب ما أراده المعلم فيعتبر هذا نجاحاً للمعلم في هذه الخطوة ، وإذا لم يطبق الطالب ما أراده المعلم منه وكان غير مهتم فمعنى هذا أنه لا بد على المعلم أن يستخدم أسلوبا آخر ، ولا يسكت عن هذه المسألة وإلا سوف يستفحل الأمر وقد تكون مشكلة كبيرة تنتهي إلى أن يسيطر الطالب على المعلم وهذا ما لا نريده .
2- لباس المعلم ، فلباس المعلم يدل على شخصيته ( ومظهره في غاية الأهمية كونه قدوة ) ، وكذلك إرشاده للطلاب أن يهتموا بالنظافة والترتيب والمحافظة كذلك على نظافة المسجد والمصحف والثياب ......... الخ .
3- درايته بالأساليب والوسائل الناجحة في تعليم أو جذب الطلاب إليه، و اتباع طرق جديدة بين الحين والآخر . ومن الطرق المتنوعة :
• تغيير المكان .
• التسميع الجماعي ( تلقين صغار السن ) .
• طرح أسئلة لاختبار الطلاب في أحكام التجويد - مثلاً - لتنشيط الطلاب .
• إلقاء خواطر متنوعة .
• جلوس الطلاب في أماكن متباعدة ومنظمة . وهذا يرجع إلى ما يراه المعلم مناسباً .
• توزيع الحلوى على الطلاب في آخر الدرس إن أمكن .
• عمل رحلة للطلاب لتغيير الجو عليهم كل ذلك وغيره يجعل الطلاب يوقِّرون المعلم ويحترمونه بل ويعود على الحلقة بنتائج جيدة جداً .
فإذا لم يستخدم المعلم هذه الأساليب وغيرها سوف يشعر الطلاب بالروتينية والنمطية والملل .
4- إرشاد الطلاب إلى المحافظة على الزي الموحد للطلاب ومتابعتهم في ذلك مما يشعر الطالب أن في الحلقة انضباطاً .
5- ترك المزاح الكثير مع الطلاب ، والتحلي بالوقار . وعدم تلقيب المعلم لطلابه بألقاب لا تليق مثل قوله لبعضهم ( تعال يا لوح ......) وغير ذلك من الألقاب التي ينبغي أن يتنزَّه عنها كل مسلم فضلا عن أن يكون معلماً للقرآن.
6- محاسبة الطلاب على الأخطاء التي تصدر منهم مع محاولة إصلاحها مثل :
• محاسبة الطالب على غيابه .
• محاسبة الطالب على مشاغبته في المسجد .
• محاسبة الطالب على استخدامه للهاتف النقال والعبث به .........إلخ مما يشعر الطالب أن لديه معلماً يحاسبه على كل صغيرة وكبيرة مع مراعاة الأخذ بأسلوب التغافل في بعض الأحيان حتى لا يفقد عتاب المعلم لطلابه أهميته .
7- عقد لقاءات مع أولياء الأمور ، بحيث يتم فيها مناقشة مشكلات الطلاب، مثل الغياب ، وقلة الحفظ ، ونسيان ما يحفظ ، وغيرها من المشكلات ، فولي الأمر هو الطرف الرئيس المهم في حلقات تحفيظ القرآن الكريم مما يشعر الطالب أن المعلم يتابعه في كل صغيرة وكبيرة فتقوى شخصية المعلم لدى الطالب ولدى أولياء الأمور والعكس صحيح .
8- شخصية المعلم في مسجده ومع الناس تنعكس على نجاحه في الحلقة ( إلقاؤه للمحاضرات التوعوية المستمرة ومعاملته الحسنة مع المصلين ) .
كل هذه العوامل وغيرها من شأنها أن تحدد قوة شخصية المعلم .
المشكلة الثالثة :
مشكلة البطء في الحلقة ( بطء المعلم )
والمراد من البطء هنا بطء المعلم في إدارة الحلقة وفي إنتاج المرحليات .
كثيراً ما نرى حلقات لا تثمر .
• أي أن الطالب لايحصل على المرحلية إلابعد سنوات .
• وعند اختبار الطالب تجده ضعيفاً .
• أو يكمل المرحلية ولا يختبر .
• وكذلك نلاحظ عدم استخدام الطالب المراجعة الكبرى بسبب عدم توجيه المعلم لها ولعلاج هذه المشكلة نتخذ الخطوات الآتية :
1- تكثيف التوصيات الإرشادية للطالب من قبل المعلم ومن قبل ولي الأمر .
2- تخصيص وقت آخر مع وقت الحلقة إن تيسر (بعد كل فريضة مثلاً ).
3- تفعيل أسلوب التسميع الثنائي ( المراجعة الثنائية ) .
4- تفعيل أسلوب المراجعة الكبرى مع الطالب .
5- تشجيع الطالب على الحضور وعدم الغياب . وغير ذلك .
فلابد من المعلم أن يتخذ هذه الإجراءات وإلا كان ضعيفاً وبطيئاً في إدارة الحلقة.
المشكلة الرابعة :
عدم انضباط الطلبة داخل الحلقة
(( يشتكي كثير من معلمي الحلقات القرآنية من مشكلة عدم انضباط الطلبة داخل الحلقة، مما قد يؤدي إلى فوضى عارمة داخل الحلقة قد لا يتمكن المعلم في هذه الحالة من الاستماع لقراءة الطلبة .
وقد يلجأ بعض المعلمين في هذه الحالة إلى الشدة المفرطة ( مثل الضرب ) في التعامل مع هذه المشكلة ،ظناً منه أن هذا الأسلوب هو الأسلوب الأمثل تجاه هذه المشكلة ، وقد يجد المعلم بغيته في هذا الأسلوب من انضباط الطلاب لديه في الحلقة ، و لكن لو سألنا ذلك المعلم ما الذي وراء ذلك الانضباط ؟!! فسوف يكون الجواب أنه الخوف المحض من سطوة ذلك المعلم ، ولا شيء غير ذلك .
وليس هذا هو الأمر المطلوب ، بل المطلوب هو :
• انضباط الطلاب احتراماً لكتاب الله تعالى الذي بين أيديهم أولاً .
• واحتراماً للمسجد الذي يجلسون فيه .
• واحتراماً للمعلم الذي فرّغ نفسه لأجل تعليمهم .
إننا إذا غرسنا هذه المعاني الجميلة والقيم السامية النبيلة في نفوس طلابنا فإننا سنرتقي بهم إلى مرتقى عالٍ ، ونجعلهم ينضبطون الانضباط الأمثل ، وسيثمر ذلك سلوكاً عملياً في حياتهم .
والسؤال المهم هنا هو كيف نحقق هذا الانضباط ؟!
والجواب أن عملية الانضباط وإدارة المعلم للحلقة هي فن ومهارة أكثر من كونها مجرد قوة شخصية ، مع العلم أن قوة شخصية المعلم مهمة كما أسلفنا لكن المسألة هنا هي مسألة مهارة المعلم وخبرته في التعامل في مثل هذه المواقف ))( 1 ) .
ويتحقق الضبط من خلال تعليمات واضحة للحلقة تقوم على ضبط التعامل بين المعلم والطالب ومن أبرز نقاطها :
1- جلوس الطلاب بشكل منتظم في الحلقة .
2- تخصيص مصحف لكل طالب وعدم تغييره ، وتعليم الطالب من أين يأخذه وأين يرجعه وتعويده على ذلك.
3- عدم السماح لأي طالب بالحديث مع المعلم أثناء انشغال المعلم بالاستماع لقراءة طالب آخر .
4- عدم السماح للطالب بالأحاديث الجانبية مع أحد من زملائه .
5- عدم السماح للطالب بالخروج من الحلقة إلا للضرورة وبعد الاستئذان من المعلم .
6- عدم استخدام الهاتف النقال والانشغال به أثناء الحلقة ومنعه منعاً باتاً .
7- وضع وسائل لتحفيز الطلاب على الانضباط كأن يخصص جائزة لأفضل منضبط في الحلقة . وشكر الطلاب المنضبطين أمام زملائهم أو تكريمهم مما يحفز باقي الطلاب .
هذه وغيرها من الأمور التي يجب على المعلم أن يتخذها مع الطلاب ، وعلى المعلم أن يطبق هذه الأمور عملياً أمام الطلاب حتى يرى الطلاب مدى جدية المعلم في هذا الشأن .
المشكلة الخامسة :
ضعف تلاوة الطلاب
كثيراً ما نلاحظ هذه المشكلة في الحلقات القرآنية وعلاج هذه المشكلة يكمن باتباع الخطوات الآتية :
1- أن يخصص المعلم يوماً لتصحيح التلاوة لطلابه ، وعدم تصحيح القراءة يؤدي إلى :
* أخطاء كثيرة في الحركات والكلمات .
* وإلى بطءٍ في الحفظ .
* وإلى صعوبة إصلاح الأخطاء بعد ذلك ( فتصحيح القراءة مُقدَّم على الحفظ ) .
2- ثم بعد ذلك يطلب المعلم من الطلاب القراءة معه بحيث يقرأ وهم يرددون خلفه ( القراءة الجماعية ) .
3- حث المعلم طلابه على سماع أشرطة القراء المتقنين ويتابع طلابه في ذلك كأن يسألهم أو يسأل ولي أمر الطالب هل استمع ولده لأشرطة أحد القراء أم لا ؟ .
4- تحديد الأخطاء على المصحف الخاص بالطالب.
5- وضع اختبار دوري للطلاب في التلاوة ومكافأة الطلاب المجتازين لهذا الاختبار ( عمل أوراق اختبار وتوزيعها على الطلاب ) .
6- مطالبة الطلاب بإحضار دفاتر ؛ وذلك لتدوين أحكام التلاوة مع إعطائهم واجبات كأن يطلب المعلم منهم استخراج المدود من سورة يعينها لهم مثلاً .
7- تعاون ولي الأمر مع المعلم في هذا الأمر من خلال الأخذ بتوصيات المعلم وتطبيقها في البيت .
وهناك عدة أمور ممكن أن يتخذها المعلم مع طلابه بهذا الشأن ، وهنا أشير إلى أن على المعلم أن يجعل الطالب يقرأ قراءةًً صحيحةً وليس بالضرورة أن يكون متقناً فالإتقان مرحلة متقدمة لا يطالب بها الطالب .
المشكلة السادسة :
مشكلة الغياب المتكرر وبدون عذر
لا شك أنها مشكلة كبيرة لما فيها من تأثير واضح ومباشر على مستوى الطالب العلمي والتحصيلي في مجال حفظ القرآن الكريم ، وقد يتأثر بقية الطلاب بهذه الظاهرة السيئة.
أما علاج هذه الظاهرة فيكون بما يلي :
1- بمراعاة عوامل التحفيز ما أمكن ( الجوائز ، الهدايا البسيطة ) .
2- مراجعة المعلم لنفسه لاحتمال وجود أسلوب منفر للطالب مع محاولة تغييره .
3- محاورة الطالب صاحب هذه الظاهرة ، والانفتاح عليه لمعرفة أسباب غيابه ودوافعه ، وتنبيهه إلى الآثار السلبية المترتبة على ذلك ، وسؤال ولي أمره عن سبب الغياب ، فبعض المعلمين لا يسأل عن الطالب الذي يغيب ، ولا يحاوره ، ولا يسأل ولي أمره عن سبب غيابه .
4- الاتصال بولي أمره وإعلامه بالأمر إذا لم يستجب الطالب واستمر في الغياب دون عذر مسوغ ، حتى لا يتفاجأ ولي الأمر عند علمه بهروب الطالب أو طرده .
5- اتخاذ الإجراء الرسمي بحقه إذا لم تُجْدِ المحاولات معه نفعاً . وذلك من خلال نموذج
( تعهد ولي الأمر ) .
المشكلة السابعة :
مشكلة البطء في الحلقة ( بطء الطالب )
والمراد بالبطء هنا بطء الطالب نفسه في عملية الحفظ والمراجعة وهذا يعالج بما يلي :
1- بالتكرار ( تكرار السورة مرتين أو ثلاث أو أكثر ) والتحفيظ الفردي .
2- حث ولي أمر التلميذ على تشجيعه .
3- تخصيص وقت غير وقت الحلقة في التحفيظ إن أمكن لمن أراد وليس إجبارياً .
4- تعليمه الورد اليومي في كل يوم حتى في أيام العطل .
5- استخدام المحفزات ما أمكن .
6- إرشاد الطالب إلى استخدام التقنيات الحديثة في الحفظ (السمعية والبصرية ) .
7- كتابة الآيات المراد حفظها عدّة مرات .
**************
المشكلة الثامنة :
عدم إلمام أولياء الأمور بأهمية حلقات تحفيظ القرآن الكريم
بعض الأهالي يفضلون النادي أو المراكز الأخرى على الحلقات بحجة أن المراكز فيها أنشطة مختلفة ومتنوعة .
وحل هذه المشكلة يكون من خلال :
1- توعية أهالي المنطقة بأهمية الحلقات القرآنية وفوائدها وفضائلها والأجر العظيم المترتب عليها من خلال عمل محاضرات أسبوعية أوشهرية بهذا الصدد .
2- ضرورة عمل برمجة أو تنظيم لوقت الطالب بين المدرسة وواجباتها ، والحلقة ، والمراكز الأخرى ، والنوم .....إلخ ، فبعض الطلاب لا يعرف ماذا يفعل بسبب كثرة الأنشطة المختلفة حتى إنَّ الطالب يستطيع إقناع ولي أمره بأن هناك أسباباً لعدم ذهابه إلى الحلقة .
المشكلة التاسعة :
اتكالية الأسرة على المحفظ
وأقصد بهذه المشكلة عدم اهتمام الأسرة بمستوى ابنهم في الحلقة ، وعدم تعاونهم مع المعلم .
وهذا يعالج بتوعية أهالي المنطقة بضرورة الاهتمام بأبنائهم والسؤال عنهم ومراقبتهم وما إلى ذلك ، وكذلك ترتيب محاضرات عامة من غير المحفظين والأساتذة والمشايخ الذين يستمع الناس لهم ويثقون بكلامهم .
الخاتمة :
وفي الختام تذكر أخي المعلم ما سيعود عليك من الأجر إذا أحسنت تَعَلُّمَ القرآنِ الكريمِ وتعليمَه بإذن الله تعالى طالما أن هذا التلميذ الذي علمته يقرأ القرآن ، فعليك بالرفق وسعة البال واحتساب الأجر من الله تعالى ، وأرجو أن أكون قد وُفقت في جمع وإعداد هذه المذكرة المتواضعة والتي تصب في خدمة كتاب الله تعالى وفي خدمة أهل القرآن سائلاً المولى عز وجل الإخلاص في القول والعمل ، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين ، وصلى الله وسلم وبارك على سيد الأولين والآخرين وعلى آله وصحابته الطيبين الطاهرين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وسلم تسليماً كثيراً .
والله ولي التوفيق ،،،
وكتبــــه
الفقير إلى الله الغني الحميد
ليث بن محمد بن يوسف الرديني
الإمارات العربية المتحدة / الشارقة
هاتف /00971505377231
(e_emamzn@yahoo.com )
الفهرس
1- تقديم ......................................................................
2- مقدمة .....................................................................
3- المشكلات وعلاجها .......................................................
المشكلة الأولى : البداية غير الصحيحة مع الحلقة .............................
المشكلة الثانية : ضعف شخصية المعلم .......................................
المشكلة الثالثة : مشكلة البطء في الحلقة ( بطء المعلم ) ......................
المشكلة الرابعة : عدم انضباط الطلبة داخل الحلقة .............................
المشكلة الخامسة : ضعف تلاوة الطلاب .......................................
المشكلة السادسة : مشكلة الغياب المتكرر وبدون عذر .........................
المشكلة السابعة : مشكلة البطء في الحلقة ( بطء الطالب ) ......................
المشكلة الثامنة : عدم إلمام أولياء الأمور بأهمية حلقات تحفيظ القرآن الكريم.......
المشكلة التاسعة : اتكالية الأسرة على المحفظ ....................................
4- الخاتمة ...........................................................................
إعداد : ليث بن محمد بن يوسف الرديني
المشرف على الحلقات القرآنية لمؤسسة القرآن الكريم والسنة بالشارقة
تقديم فضيلة الشيخ
الدكتور / محمد عصام مفلح القضاة
تقديم
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيد المرسلين وآله وصحبه أجمعين أما بعد :
فقد اطلعت على المذكرة التي أعدها الأخ الفاضل الشيخ ليث الرديني مخاطباً بها إخوانه وأخواته من المعلمين والمعلمات في حلقات تعليم القرآن الكريم ، فوجدت فيها النفع والفائدة لمن يريد ، فلقد وضع يده على أهم المشكلات التي قد تواجه المدرسين ، وكيفية علاجها ، وكل ذلك بأسلوب تربوي ناجح ، ناشيء عن خبرة في هذا المجال ، فنسأل الله تعالى له التوفيق والخير، وأن ينفع الله بها كل من يطلع عليها من الطلبة والمدرسين والمدرسات ، والله ولي التوفيق ، وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
د . محمد عصام مفلح القضاة
15/ذو القعدة/ 1430هـ
كلية الشريعة / جامعة الشارقة
بسم الله الرحمن الرحيم
إنَّ الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أنَّ محمداً عبده ورسوله .
أما بعد :
فهذه بعض المعوقات التي تواجه المعلمين والمعلمات في الحلقات القرآنية والتي تحول دون نجاح الحلقات القرآنية مع وضع الحلول لها وبشكل مختصر سائلاً المولى - عز وجل - أن يوفقنا لما فيه الخير والصواب وأن يرزقنا العلم النافع والعمل الصالح إنه على كل شيء قدير .
قبل أن أشرع في ذكر المشكلات أحببت أن أذكر نفسي وإخواني من المعلمين والمعلمات بالإخلاص فهو حقيقة الدين ومفتاح دعوة المرسلين ، وهو عامل مهم في نجاح العمل
و قبوله عند الله ـ سبحانه وتعالى ـ قال تعالى:[ .... فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملاً صالحاً ولا يشرك بعبادة ربه أحداً ] ، وقال تعالى : [ ...... ليبلوكم أيكم أحسن عملاً ] . قال فضيل ابن عياض : "أي أخلصه وأصوبه . قال : إن العمل إذا كان خالصا ولم يكن صوابا لم يقبل ، وإذا كان صواباً ولم يكن خالصا لم يقبل حتى يكون خالصا صواباً والخالص : إذا كان لله ، والصواب : إذا كان على السنة " ، وقال الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) : ((من تعلم علماً مما يُبْتَغَى به وجه الله ـ عز وجل ـ لا يتعلمه إلا ليصيب به عرضاً من الدنيا لم يجد عرف الجنة يوم القيامة (يعني ريحها))) . والأحاديث في هذا الباب كثيرة جداً ، فلا بد من أن نضع الإخلاص نصب أعيننا في كل عمل فكيف إذا كان العمل في حلقات القرآن الكريم ؟!!
المشكلات وعلاجها
المشكلة الأولى :
البداية غير الصحيحة مع الحلقة
في البداية عند استلام المعلم الجديد للحلقة يبدأ بالتحفيظ مباشرة دون أن يتحاور مع الطلاب أو يعلمهم شيئاً عن أهمية هذه الحلقة القرآنية وهذا خطأ ، والصحيح أنه يخصص وقتاً لتعليمهم الآداب ، وتلقينهم بعض الأمور المهمة قبل التحفيظ ، من ذلك :
• من هو المعلم ؟
• وما هو واجب الطلاب تجاهه ؟
• وما هو المسجد وما هي قدسيته ؟
• وما هو هذا الكتاب الذي بين أيدينا وكيف نتعامل معه ؟
• وما معنى خيركم من تعلم القرآن وعلمه ؟
وغير ذلك من الأمور ، ويا حبذا لو أرشدهم إلى بعض الكتب التي تتعلق بهذا الشأن مثل كتاب ( التبيان في آداب حملة القرآن )للإمام النووي – رحمه الله – فهو كتاب يحوي ما يجب على حامل القرآن الكريم من آداب، وأوصاف حفظته، وطلبته، وفضل تلاوته، وما أعد الله لأهل القرآن من إكرام ..وغير ذلك .
فهذه الأسئلة والإرشادات وغيرها يطرحها عليهم ويكررها ما بين يوم ويوم ، فتكرار الأمور الإيجابية مهم جداً ومفيد . ومن الممكن أن يكرر المعلم على الطلاب مفهوم الورد اليومي ، ومن خلال ذلك يمكن للمعلم أن يعرف الطلاب الذين يتفاعلون مع هذا النوع من الكلام .
المشكلة الثانية :
ضعف شخصية المعلم ( عدم أهلية المعلم )
في البداية لابد أن نفهم معنى قوة الشخصية فهماً جيداً صحيحاً ، فقوة الشخصية تأتي من خلال عوامل عديدة منها :
1- كلام المعلم مع طلابه ، ( إمكانية تنفيذ أوامر المعلم من قبل الطالب ) وممكن هنا أن يختبر المعلم الطالب في بعض الأوامر التي يصدرها له. مثلا يقول للطالب : (هذا مكانك تجلس هنا وتأخذ المصحف من هنا وترجعه إلى نفس المكان وبعد أن تنتهي تستأذن ثم تخرج ......إلخ ). فإذا طبق الطالب ما أراده المعلم فيعتبر هذا نجاحاً للمعلم في هذه الخطوة ، وإذا لم يطبق الطالب ما أراده المعلم منه وكان غير مهتم فمعنى هذا أنه لا بد على المعلم أن يستخدم أسلوبا آخر ، ولا يسكت عن هذه المسألة وإلا سوف يستفحل الأمر وقد تكون مشكلة كبيرة تنتهي إلى أن يسيطر الطالب على المعلم وهذا ما لا نريده .
2- لباس المعلم ، فلباس المعلم يدل على شخصيته ( ومظهره في غاية الأهمية كونه قدوة ) ، وكذلك إرشاده للطلاب أن يهتموا بالنظافة والترتيب والمحافظة كذلك على نظافة المسجد والمصحف والثياب ......... الخ .
3- درايته بالأساليب والوسائل الناجحة في تعليم أو جذب الطلاب إليه، و اتباع طرق جديدة بين الحين والآخر . ومن الطرق المتنوعة :
• تغيير المكان .
• التسميع الجماعي ( تلقين صغار السن ) .
• طرح أسئلة لاختبار الطلاب في أحكام التجويد - مثلاً - لتنشيط الطلاب .
• إلقاء خواطر متنوعة .
• جلوس الطلاب في أماكن متباعدة ومنظمة . وهذا يرجع إلى ما يراه المعلم مناسباً .
• توزيع الحلوى على الطلاب في آخر الدرس إن أمكن .
• عمل رحلة للطلاب لتغيير الجو عليهم كل ذلك وغيره يجعل الطلاب يوقِّرون المعلم ويحترمونه بل ويعود على الحلقة بنتائج جيدة جداً .
فإذا لم يستخدم المعلم هذه الأساليب وغيرها سوف يشعر الطلاب بالروتينية والنمطية والملل .
4- إرشاد الطلاب إلى المحافظة على الزي الموحد للطلاب ومتابعتهم في ذلك مما يشعر الطالب أن في الحلقة انضباطاً .
5- ترك المزاح الكثير مع الطلاب ، والتحلي بالوقار . وعدم تلقيب المعلم لطلابه بألقاب لا تليق مثل قوله لبعضهم ( تعال يا لوح ......) وغير ذلك من الألقاب التي ينبغي أن يتنزَّه عنها كل مسلم فضلا عن أن يكون معلماً للقرآن.
6- محاسبة الطلاب على الأخطاء التي تصدر منهم مع محاولة إصلاحها مثل :
• محاسبة الطالب على غيابه .
• محاسبة الطالب على مشاغبته في المسجد .
• محاسبة الطالب على استخدامه للهاتف النقال والعبث به .........إلخ مما يشعر الطالب أن لديه معلماً يحاسبه على كل صغيرة وكبيرة مع مراعاة الأخذ بأسلوب التغافل في بعض الأحيان حتى لا يفقد عتاب المعلم لطلابه أهميته .
7- عقد لقاءات مع أولياء الأمور ، بحيث يتم فيها مناقشة مشكلات الطلاب، مثل الغياب ، وقلة الحفظ ، ونسيان ما يحفظ ، وغيرها من المشكلات ، فولي الأمر هو الطرف الرئيس المهم في حلقات تحفيظ القرآن الكريم مما يشعر الطالب أن المعلم يتابعه في كل صغيرة وكبيرة فتقوى شخصية المعلم لدى الطالب ولدى أولياء الأمور والعكس صحيح .
8- شخصية المعلم في مسجده ومع الناس تنعكس على نجاحه في الحلقة ( إلقاؤه للمحاضرات التوعوية المستمرة ومعاملته الحسنة مع المصلين ) .
كل هذه العوامل وغيرها من شأنها أن تحدد قوة شخصية المعلم .
المشكلة الثالثة :
مشكلة البطء في الحلقة ( بطء المعلم )
والمراد من البطء هنا بطء المعلم في إدارة الحلقة وفي إنتاج المرحليات .
كثيراً ما نرى حلقات لا تثمر .
• أي أن الطالب لايحصل على المرحلية إلابعد سنوات .
• وعند اختبار الطالب تجده ضعيفاً .
• أو يكمل المرحلية ولا يختبر .
• وكذلك نلاحظ عدم استخدام الطالب المراجعة الكبرى بسبب عدم توجيه المعلم لها ولعلاج هذه المشكلة نتخذ الخطوات الآتية :
1- تكثيف التوصيات الإرشادية للطالب من قبل المعلم ومن قبل ولي الأمر .
2- تخصيص وقت آخر مع وقت الحلقة إن تيسر (بعد كل فريضة مثلاً ).
3- تفعيل أسلوب التسميع الثنائي ( المراجعة الثنائية ) .
4- تفعيل أسلوب المراجعة الكبرى مع الطالب .
5- تشجيع الطالب على الحضور وعدم الغياب . وغير ذلك .
فلابد من المعلم أن يتخذ هذه الإجراءات وإلا كان ضعيفاً وبطيئاً في إدارة الحلقة.
المشكلة الرابعة :
عدم انضباط الطلبة داخل الحلقة
(( يشتكي كثير من معلمي الحلقات القرآنية من مشكلة عدم انضباط الطلبة داخل الحلقة، مما قد يؤدي إلى فوضى عارمة داخل الحلقة قد لا يتمكن المعلم في هذه الحالة من الاستماع لقراءة الطلبة .
وقد يلجأ بعض المعلمين في هذه الحالة إلى الشدة المفرطة ( مثل الضرب ) في التعامل مع هذه المشكلة ،ظناً منه أن هذا الأسلوب هو الأسلوب الأمثل تجاه هذه المشكلة ، وقد يجد المعلم بغيته في هذا الأسلوب من انضباط الطلاب لديه في الحلقة ، و لكن لو سألنا ذلك المعلم ما الذي وراء ذلك الانضباط ؟!! فسوف يكون الجواب أنه الخوف المحض من سطوة ذلك المعلم ، ولا شيء غير ذلك .
وليس هذا هو الأمر المطلوب ، بل المطلوب هو :
• انضباط الطلاب احتراماً لكتاب الله تعالى الذي بين أيديهم أولاً .
• واحتراماً للمسجد الذي يجلسون فيه .
• واحتراماً للمعلم الذي فرّغ نفسه لأجل تعليمهم .
إننا إذا غرسنا هذه المعاني الجميلة والقيم السامية النبيلة في نفوس طلابنا فإننا سنرتقي بهم إلى مرتقى عالٍ ، ونجعلهم ينضبطون الانضباط الأمثل ، وسيثمر ذلك سلوكاً عملياً في حياتهم .
والسؤال المهم هنا هو كيف نحقق هذا الانضباط ؟!
والجواب أن عملية الانضباط وإدارة المعلم للحلقة هي فن ومهارة أكثر من كونها مجرد قوة شخصية ، مع العلم أن قوة شخصية المعلم مهمة كما أسلفنا لكن المسألة هنا هي مسألة مهارة المعلم وخبرته في التعامل في مثل هذه المواقف ))( 1 ) .
ويتحقق الضبط من خلال تعليمات واضحة للحلقة تقوم على ضبط التعامل بين المعلم والطالب ومن أبرز نقاطها :
1- جلوس الطلاب بشكل منتظم في الحلقة .
2- تخصيص مصحف لكل طالب وعدم تغييره ، وتعليم الطالب من أين يأخذه وأين يرجعه وتعويده على ذلك.
3- عدم السماح لأي طالب بالحديث مع المعلم أثناء انشغال المعلم بالاستماع لقراءة طالب آخر .
4- عدم السماح للطالب بالأحاديث الجانبية مع أحد من زملائه .
5- عدم السماح للطالب بالخروج من الحلقة إلا للضرورة وبعد الاستئذان من المعلم .
6- عدم استخدام الهاتف النقال والانشغال به أثناء الحلقة ومنعه منعاً باتاً .
7- وضع وسائل لتحفيز الطلاب على الانضباط كأن يخصص جائزة لأفضل منضبط في الحلقة . وشكر الطلاب المنضبطين أمام زملائهم أو تكريمهم مما يحفز باقي الطلاب .
هذه وغيرها من الأمور التي يجب على المعلم أن يتخذها مع الطلاب ، وعلى المعلم أن يطبق هذه الأمور عملياً أمام الطلاب حتى يرى الطلاب مدى جدية المعلم في هذا الشأن .
المشكلة الخامسة :
ضعف تلاوة الطلاب
كثيراً ما نلاحظ هذه المشكلة في الحلقات القرآنية وعلاج هذه المشكلة يكمن باتباع الخطوات الآتية :
1- أن يخصص المعلم يوماً لتصحيح التلاوة لطلابه ، وعدم تصحيح القراءة يؤدي إلى :
* أخطاء كثيرة في الحركات والكلمات .
* وإلى بطءٍ في الحفظ .
* وإلى صعوبة إصلاح الأخطاء بعد ذلك ( فتصحيح القراءة مُقدَّم على الحفظ ) .
2- ثم بعد ذلك يطلب المعلم من الطلاب القراءة معه بحيث يقرأ وهم يرددون خلفه ( القراءة الجماعية ) .
3- حث المعلم طلابه على سماع أشرطة القراء المتقنين ويتابع طلابه في ذلك كأن يسألهم أو يسأل ولي أمر الطالب هل استمع ولده لأشرطة أحد القراء أم لا ؟ .
4- تحديد الأخطاء على المصحف الخاص بالطالب.
5- وضع اختبار دوري للطلاب في التلاوة ومكافأة الطلاب المجتازين لهذا الاختبار ( عمل أوراق اختبار وتوزيعها على الطلاب ) .
6- مطالبة الطلاب بإحضار دفاتر ؛ وذلك لتدوين أحكام التلاوة مع إعطائهم واجبات كأن يطلب المعلم منهم استخراج المدود من سورة يعينها لهم مثلاً .
7- تعاون ولي الأمر مع المعلم في هذا الأمر من خلال الأخذ بتوصيات المعلم وتطبيقها في البيت .
وهناك عدة أمور ممكن أن يتخذها المعلم مع طلابه بهذا الشأن ، وهنا أشير إلى أن على المعلم أن يجعل الطالب يقرأ قراءةًً صحيحةً وليس بالضرورة أن يكون متقناً فالإتقان مرحلة متقدمة لا يطالب بها الطالب .
المشكلة السادسة :
مشكلة الغياب المتكرر وبدون عذر
لا شك أنها مشكلة كبيرة لما فيها من تأثير واضح ومباشر على مستوى الطالب العلمي والتحصيلي في مجال حفظ القرآن الكريم ، وقد يتأثر بقية الطلاب بهذه الظاهرة السيئة.
أما علاج هذه الظاهرة فيكون بما يلي :
1- بمراعاة عوامل التحفيز ما أمكن ( الجوائز ، الهدايا البسيطة ) .
2- مراجعة المعلم لنفسه لاحتمال وجود أسلوب منفر للطالب مع محاولة تغييره .
3- محاورة الطالب صاحب هذه الظاهرة ، والانفتاح عليه لمعرفة أسباب غيابه ودوافعه ، وتنبيهه إلى الآثار السلبية المترتبة على ذلك ، وسؤال ولي أمره عن سبب الغياب ، فبعض المعلمين لا يسأل عن الطالب الذي يغيب ، ولا يحاوره ، ولا يسأل ولي أمره عن سبب غيابه .
4- الاتصال بولي أمره وإعلامه بالأمر إذا لم يستجب الطالب واستمر في الغياب دون عذر مسوغ ، حتى لا يتفاجأ ولي الأمر عند علمه بهروب الطالب أو طرده .
5- اتخاذ الإجراء الرسمي بحقه إذا لم تُجْدِ المحاولات معه نفعاً . وذلك من خلال نموذج
( تعهد ولي الأمر ) .
المشكلة السابعة :
مشكلة البطء في الحلقة ( بطء الطالب )
والمراد بالبطء هنا بطء الطالب نفسه في عملية الحفظ والمراجعة وهذا يعالج بما يلي :
1- بالتكرار ( تكرار السورة مرتين أو ثلاث أو أكثر ) والتحفيظ الفردي .
2- حث ولي أمر التلميذ على تشجيعه .
3- تخصيص وقت غير وقت الحلقة في التحفيظ إن أمكن لمن أراد وليس إجبارياً .
4- تعليمه الورد اليومي في كل يوم حتى في أيام العطل .
5- استخدام المحفزات ما أمكن .
6- إرشاد الطالب إلى استخدام التقنيات الحديثة في الحفظ (السمعية والبصرية ) .
7- كتابة الآيات المراد حفظها عدّة مرات .
**************
المشكلة الثامنة :
عدم إلمام أولياء الأمور بأهمية حلقات تحفيظ القرآن الكريم
بعض الأهالي يفضلون النادي أو المراكز الأخرى على الحلقات بحجة أن المراكز فيها أنشطة مختلفة ومتنوعة .
وحل هذه المشكلة يكون من خلال :
1- توعية أهالي المنطقة بأهمية الحلقات القرآنية وفوائدها وفضائلها والأجر العظيم المترتب عليها من خلال عمل محاضرات أسبوعية أوشهرية بهذا الصدد .
2- ضرورة عمل برمجة أو تنظيم لوقت الطالب بين المدرسة وواجباتها ، والحلقة ، والمراكز الأخرى ، والنوم .....إلخ ، فبعض الطلاب لا يعرف ماذا يفعل بسبب كثرة الأنشطة المختلفة حتى إنَّ الطالب يستطيع إقناع ولي أمره بأن هناك أسباباً لعدم ذهابه إلى الحلقة .
المشكلة التاسعة :
اتكالية الأسرة على المحفظ
وأقصد بهذه المشكلة عدم اهتمام الأسرة بمستوى ابنهم في الحلقة ، وعدم تعاونهم مع المعلم .
وهذا يعالج بتوعية أهالي المنطقة بضرورة الاهتمام بأبنائهم والسؤال عنهم ومراقبتهم وما إلى ذلك ، وكذلك ترتيب محاضرات عامة من غير المحفظين والأساتذة والمشايخ الذين يستمع الناس لهم ويثقون بكلامهم .
الخاتمة :
وفي الختام تذكر أخي المعلم ما سيعود عليك من الأجر إذا أحسنت تَعَلُّمَ القرآنِ الكريمِ وتعليمَه بإذن الله تعالى طالما أن هذا التلميذ الذي علمته يقرأ القرآن ، فعليك بالرفق وسعة البال واحتساب الأجر من الله تعالى ، وأرجو أن أكون قد وُفقت في جمع وإعداد هذه المذكرة المتواضعة والتي تصب في خدمة كتاب الله تعالى وفي خدمة أهل القرآن سائلاً المولى عز وجل الإخلاص في القول والعمل ، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين ، وصلى الله وسلم وبارك على سيد الأولين والآخرين وعلى آله وصحابته الطيبين الطاهرين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وسلم تسليماً كثيراً .
والله ولي التوفيق ،،،
وكتبــــه
الفقير إلى الله الغني الحميد
ليث بن محمد بن يوسف الرديني
الإمارات العربية المتحدة / الشارقة
هاتف /00971505377231
(e_emamzn@yahoo.com )
الفهرس
1- تقديم ......................................................................
2- مقدمة .....................................................................
3- المشكلات وعلاجها .......................................................
المشكلة الأولى : البداية غير الصحيحة مع الحلقة .............................
المشكلة الثانية : ضعف شخصية المعلم .......................................
المشكلة الثالثة : مشكلة البطء في الحلقة ( بطء المعلم ) ......................
المشكلة الرابعة : عدم انضباط الطلبة داخل الحلقة .............................
المشكلة الخامسة : ضعف تلاوة الطلاب .......................................
المشكلة السادسة : مشكلة الغياب المتكرر وبدون عذر .........................
المشكلة السابعة : مشكلة البطء في الحلقة ( بطء الطالب ) ......................
المشكلة الثامنة : عدم إلمام أولياء الأمور بأهمية حلقات تحفيظ القرآن الكريم.......
المشكلة التاسعة : اتكالية الأسرة على المحفظ ....................................
4- الخاتمة ...........................................................................
» رحلة مدرسي الحلقات الى خيلة بقشان
» دعم من جمعية السبيل حلقات جامع الغرف و الرضوان تقيم رحلة إلى مديرية دوعن
» فضائل سور القرآن الكريم كما حققها العلامة الألباني - رحمه الله -
» (ليحملوا أوزارهم ومن أوزار الذين يضلونهم)
» أين نحن من القرآن!!!
» تأملات تربوية في قصة قارون
» وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ
» يا أمة الأسلام لا تتخذوا القران مهجورا