مشكلة ازدحام الحلقة بالطلاب
وهي - في صورتها الظاهرة - قد توحي للناظر بالانشراح لما توحيه من دليل على مدى الإقبال على القرآن الكريم ، ولكنها في حقيقة الأمر عائق ومانع من موانع الاستفادة المرجوة ، ومؤثر سلبي على سرعة بلوغ الأهداف .
يعلم هذا من له تجربة في مجال التدريس في الحلقات ، حيث ينبغي الاهتمام الفردي بالنطق والتلاوة لكل طالب ، وعليه فكلما قلَّ عدد الطلاب وتناسب مع الزمن ، والمواضيع المقررة كانت النتائج مثمرة أكثر ، والعكس صحيح ، فإنَّ تَكدُّس الأعداد داخل الحلقة الواحدة ، بالإضافة إلى ضيق الوقت وثقل المنهج ، مدعاة لانفلات زمام الأمر وضياع الجهد والتركيز .
افترض - مثلاً - أن خمسين طالباً حضروا دفعة واحدة في حلقة قرآنية بين المغرب والعشاء ، كيف يكون الأمر !!
إن الآثار السلبية المترتبة على ذلك تكمن في الآتي :
1- ضعف التركيز في عمليتي : الأخذ والعطاء بالنسبة للطالب والمعلم على حدٍّ سواء ، وذلك لتوتر المعلم بكثرة العدد ، وبُعد الطالب عن مركز التوجيه ، ومعلوم أن القرب صارف عن كثير من الشواغل .
2- لجوء المعلم إلى وسائل اضطرارية - وغير مفضلة - للحدِّ من هذه المشكلة : كالتخفيف من كمية المنهج المقرر ، أو الإسراع فيه ، أو إهمال بعض عملياته كعملية المراجعة - مثلاً - أو توجيه الاهتمام إلى عدد من الطلاب وإهمال الباقي ، أو تأجيلهم للغد بصورة مستمرة .
3- احتمال وقوع منازعات بين الطلبة ؛ لضيق الأماكن ، أو للتسابق على على عمليتي التسميع والمراجعة قبل فوات الوقت ، أو هروباً من التأخير إلى آخره ، أو التأجيل إلى الغد .
وكلها آثار سلبية واضحة تستدعي حلولاً جذرية شاملة - غير جزئية - إلا في حال ضعف الإمكانات وعدم توفر الظروف المناسبة ، فيمكن عندها اللجوء إلى الحلول الجزئية بما يتناسب والظروف القائمة ، وما لا يدرك كله لا يترك جُلُّه .
وفي حال توفر الإمكانات وملاءمة الظروف فإن الحلَّ يكمن في إحدى الطريقتين التاليتين :
الأولى : تقسيم الحلقة الأم إلى حلقات فرعية ؛ بتوزيع الطلاب حسب أعمارهم وسنيهم الدراسية ، دون النظر إلى اختلاف مستوياتهم في إتقان القرآن الكريم قوة وضعفاً ، أو بتوزيعهم حسب مستوياتهم في الحفظ وحسن التلاوة ؛ بحيث يجعل المستويات المتقدمة في مجموعة ، والمتوسطة في مجموعة ، والضعيفة في مجموعة ، دون اعتبار لعامل السِّن .
أما إيجابيات توزيع الطلاب حسب أعمارهم ؛ فالمجال في هذه الطريقة مفتوح لاستفادة الضعيف من القوي ، والمتأخر من المتقدم ، وذلك لوجود الاختلاف في مستويات الحفظ والتجويد ، كما أن مستوى الفهم والإدراك متقارب ، مما يتيح للمعلم فرصة توجيه الحلقة - ككل - وربما يكون الإقبال على التسجيل فيها أكثر ، لانتفاء الحرج من وجود تفاوت في الأعمار ، كما أن مظهر الحلقة أجمل وأكثر جاذبية .
أما إيجابيات توزيع الطلاب حسب مستوياتهم في الحفظ والتلاوة ؛ فإن المعلم سيتمكن بذلك من تدريس مواضيع موحدة في الحفظ أو التجويد ، كما سيتخلص من مشكلة تأخر الجيد على حساب الضعيف ، وستوفر له هذه الطريقة رؤية واضحة لمستوى الحلقة عامة ، يصبح التنافس فيها أوسع لتقارب المستويات ، ويكون المعلم فيها دقيقاً في التقويم ، وفي تمييزه للمُجِدِّ عن الكسلان .
الثانية : اعتماد طريقة التناسب الطردي بين العوامل الثلاثة المكونة للحلقة القرآنية ، وهذه العوامل هي : عدد الطلاب ، والوقت ، والمادة المقررة .
بمعنى أنه كلما زاد عدد الطلاب فلا بد من تمديد الوقت بما يتناسب وتلك الزيادة ، ولا مانع من زيادة كمية المادة المقررة في حال زيادة الوقت ، ولكن بشرط ثبات العامل الأول وهو عدد الطلاب ، وهكذا .
إن المعادلة المتوازنة في هذا الأمر ينبغي أن تكون على الشكل التالي :
ساعة زمنية واحدة لكل عشرة طلاب - كحد أعلى - ولمنهج يحوي أساليب التدريس التالية : التلقين - التسميع - المراجعة - التجويد - التفسير .
أي بمعدل 5- 6 دقائق تقريباً لكل طالب ، وهي تكفي غالباً لتغطية أساليب التدريس المذكورة ، وإعطاء كل طالب حقه من الاهتمام والمتابعة .
وفي حال ارتفاع عدد الطلاب إلى خمسة عشر طالباً - مثلاً - فينبغي زيادة الوقت ليصبح ساعة ونصف . وهكذا .
أما في حال عدم توفر الإمكانات المادية ، فللمعلم حينها أن يختار بين الحلول التالية ، مع ملاحظة أنها مرتبة حسب الأنسب فالأنسب :
1- تقسيم الحلقة الأساسية باعتماد إحدى قاعدتي التوزيع السابقتين إلى حلقتين أو ثلاث تختلفان في زمن الحضور ؛ فتحضر الأولى في الصباح مثلاً والثانية في المساء ، أو يخصص للأولى يوم ، والثانية الذي يليه ، وهكذا .
2- إن تعذر الحضور حسب الطريقة الموضحة ، يقوم المعلم بالإشراف على الحلقات المقسمة معاً في نفس الوقت ، مع الاستعانة ببعض النابهين من الطلاب حال انشغاله بواحدة .
3- إن لم تَرُق الفكرة للمعلم فله أن يلجأ إلى وضع شروط للقبول في الحلقة ، فيركز على قبول الصغار مثلاً أ ويهتم بمن لا يحسن التلاوة من الطلاب ، ويؤجل الجَيِّدين إلى مرحلة لاحقة .
وهي - في صورتها الظاهرة - قد توحي للناظر بالانشراح لما توحيه من دليل على مدى الإقبال على القرآن الكريم ، ولكنها في حقيقة الأمر عائق ومانع من موانع الاستفادة المرجوة ، ومؤثر سلبي على سرعة بلوغ الأهداف .
يعلم هذا من له تجربة في مجال التدريس في الحلقات ، حيث ينبغي الاهتمام الفردي بالنطق والتلاوة لكل طالب ، وعليه فكلما قلَّ عدد الطلاب وتناسب مع الزمن ، والمواضيع المقررة كانت النتائج مثمرة أكثر ، والعكس صحيح ، فإنَّ تَكدُّس الأعداد داخل الحلقة الواحدة ، بالإضافة إلى ضيق الوقت وثقل المنهج ، مدعاة لانفلات زمام الأمر وضياع الجهد والتركيز .
افترض - مثلاً - أن خمسين طالباً حضروا دفعة واحدة في حلقة قرآنية بين المغرب والعشاء ، كيف يكون الأمر !!
إن الآثار السلبية المترتبة على ذلك تكمن في الآتي :
1- ضعف التركيز في عمليتي : الأخذ والعطاء بالنسبة للطالب والمعلم على حدٍّ سواء ، وذلك لتوتر المعلم بكثرة العدد ، وبُعد الطالب عن مركز التوجيه ، ومعلوم أن القرب صارف عن كثير من الشواغل .
2- لجوء المعلم إلى وسائل اضطرارية - وغير مفضلة - للحدِّ من هذه المشكلة : كالتخفيف من كمية المنهج المقرر ، أو الإسراع فيه ، أو إهمال بعض عملياته كعملية المراجعة - مثلاً - أو توجيه الاهتمام إلى عدد من الطلاب وإهمال الباقي ، أو تأجيلهم للغد بصورة مستمرة .
3- احتمال وقوع منازعات بين الطلبة ؛ لضيق الأماكن ، أو للتسابق على على عمليتي التسميع والمراجعة قبل فوات الوقت ، أو هروباً من التأخير إلى آخره ، أو التأجيل إلى الغد .
وكلها آثار سلبية واضحة تستدعي حلولاً جذرية شاملة - غير جزئية - إلا في حال ضعف الإمكانات وعدم توفر الظروف المناسبة ، فيمكن عندها اللجوء إلى الحلول الجزئية بما يتناسب والظروف القائمة ، وما لا يدرك كله لا يترك جُلُّه .
وفي حال توفر الإمكانات وملاءمة الظروف فإن الحلَّ يكمن في إحدى الطريقتين التاليتين :
الأولى : تقسيم الحلقة الأم إلى حلقات فرعية ؛ بتوزيع الطلاب حسب أعمارهم وسنيهم الدراسية ، دون النظر إلى اختلاف مستوياتهم في إتقان القرآن الكريم قوة وضعفاً ، أو بتوزيعهم حسب مستوياتهم في الحفظ وحسن التلاوة ؛ بحيث يجعل المستويات المتقدمة في مجموعة ، والمتوسطة في مجموعة ، والضعيفة في مجموعة ، دون اعتبار لعامل السِّن .
أما إيجابيات توزيع الطلاب حسب أعمارهم ؛ فالمجال في هذه الطريقة مفتوح لاستفادة الضعيف من القوي ، والمتأخر من المتقدم ، وذلك لوجود الاختلاف في مستويات الحفظ والتجويد ، كما أن مستوى الفهم والإدراك متقارب ، مما يتيح للمعلم فرصة توجيه الحلقة - ككل - وربما يكون الإقبال على التسجيل فيها أكثر ، لانتفاء الحرج من وجود تفاوت في الأعمار ، كما أن مظهر الحلقة أجمل وأكثر جاذبية .
أما إيجابيات توزيع الطلاب حسب مستوياتهم في الحفظ والتلاوة ؛ فإن المعلم سيتمكن بذلك من تدريس مواضيع موحدة في الحفظ أو التجويد ، كما سيتخلص من مشكلة تأخر الجيد على حساب الضعيف ، وستوفر له هذه الطريقة رؤية واضحة لمستوى الحلقة عامة ، يصبح التنافس فيها أوسع لتقارب المستويات ، ويكون المعلم فيها دقيقاً في التقويم ، وفي تمييزه للمُجِدِّ عن الكسلان .
الثانية : اعتماد طريقة التناسب الطردي بين العوامل الثلاثة المكونة للحلقة القرآنية ، وهذه العوامل هي : عدد الطلاب ، والوقت ، والمادة المقررة .
بمعنى أنه كلما زاد عدد الطلاب فلا بد من تمديد الوقت بما يتناسب وتلك الزيادة ، ولا مانع من زيادة كمية المادة المقررة في حال زيادة الوقت ، ولكن بشرط ثبات العامل الأول وهو عدد الطلاب ، وهكذا .
إن المعادلة المتوازنة في هذا الأمر ينبغي أن تكون على الشكل التالي :
ساعة زمنية واحدة لكل عشرة طلاب - كحد أعلى - ولمنهج يحوي أساليب التدريس التالية : التلقين - التسميع - المراجعة - التجويد - التفسير .
أي بمعدل 5- 6 دقائق تقريباً لكل طالب ، وهي تكفي غالباً لتغطية أساليب التدريس المذكورة ، وإعطاء كل طالب حقه من الاهتمام والمتابعة .
وفي حال ارتفاع عدد الطلاب إلى خمسة عشر طالباً - مثلاً - فينبغي زيادة الوقت ليصبح ساعة ونصف . وهكذا .
أما في حال عدم توفر الإمكانات المادية ، فللمعلم حينها أن يختار بين الحلول التالية ، مع ملاحظة أنها مرتبة حسب الأنسب فالأنسب :
1- تقسيم الحلقة الأساسية باعتماد إحدى قاعدتي التوزيع السابقتين إلى حلقتين أو ثلاث تختلفان في زمن الحضور ؛ فتحضر الأولى في الصباح مثلاً والثانية في المساء ، أو يخصص للأولى يوم ، والثانية الذي يليه ، وهكذا .
2- إن تعذر الحضور حسب الطريقة الموضحة ، يقوم المعلم بالإشراف على الحلقات المقسمة معاً في نفس الوقت ، مع الاستعانة ببعض النابهين من الطلاب حال انشغاله بواحدة .
3- إن لم تَرُق الفكرة للمعلم فله أن يلجأ إلى وضع شروط للقبول في الحلقة ، فيركز على قبول الصغار مثلاً أ ويهتم بمن لا يحسن التلاوة من الطلاب ، ويؤجل الجَيِّدين إلى مرحلة لاحقة .
السبت أبريل 23, 2011 2:49 pm من طرف admin
» رحلة مدرسي الحلقات الى خيلة بقشان
الخميس فبراير 24, 2011 2:03 am من طرف admin
» دعم من جمعية السبيل حلقات جامع الغرف و الرضوان تقيم رحلة إلى مديرية دوعن
الأحد فبراير 13, 2011 2:04 pm من طرف admin
» فضائل سور القرآن الكريم كما حققها العلامة الألباني - رحمه الله -
الأحد فبراير 06, 2011 4:02 am من طرف hkas2011
» (ليحملوا أوزارهم ومن أوزار الذين يضلونهم)
الأحد فبراير 06, 2011 3:57 am من طرف hkas2011
» أين نحن من القرآن!!!
الأحد فبراير 06, 2011 3:53 am من طرف hkas2011
» تأملات تربوية في قصة قارون
الأحد فبراير 06, 2011 3:49 am من طرف hkas2011
» وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ
الأحد فبراير 06, 2011 3:42 am من طرف hkas2011
» يا أمة الأسلام لا تتخذوا القران مهجورا
الأحد فبراير 06, 2011 3:05 am من طرف admin